رصد- سيريانديز
كشف الخبير الاقتصادي د.ماهر سنجر بمنشور له على صفحته الشخصية، الشركات والإدارات التي تهيمن على السوق الحالية، واصفا إياها بكثرتها، وقلة منها مؤثرة بإيجاب على السوق والاقتصاد الراهن.. وقد وصف هذا الواقع باستراتيجيات التبرج!!.. يقول: عجيب زمن الأعمال هذا، كلما حاولنا الاقتناع بأن الشركات تعمل برؤية صحيحة وبأن القائمين على هذه الشركات يفاضلون بين البدائل المتاحة ويختارون الأنسب بين المتاح من هذه البدائل، كلما أثبت القائمون على هذه الشركات بأن هذه القناعات باطلة وساقطة وكلما اتحفونا بإجراءات واختيارات لا تنم عن فكر إداري صحيح وسليم، وبالأحرى فكر لا يمت إلى الإدارة بصلة.
من المدهش لمراقبي السوق مشاهدة كم الشركات الموجودة والقلة المؤثرة، أو القلة التي يمكن اعتبارها شركات ريادية سواء أكانت ضمن الشركات الكبيرة الحجم أم المتوسطة أم الصغيرة وبغض النظر عن نشاطها، فالحكمة لدى رجال الأعمال عدم تغير البطانة القديمة وكاتمي الأسرار ولو نتج عن ذلك عدم دوران عجلة الإنتاج لجملة من هذه الشركات أو تأخر بدوران العجلة الإنتاجية.
فالحكمة ليست بدوران المعامل والمصانع لكن بدورانها على طريقة رجل الأعمال نفسه فقد تكون الإدارة على طريقة هوليود، أي استعراض دون نتائج وبطل لا يموت أو على طريقة بوليود، أي خير يعم على الجميع من البطل نفسه وهو رجل الأعمال المحبوب اللطيف الذي يرقص مع الجميع على أنغام الموسيقا الهندية مع نتائج اقتصادية بسيطة تكاد لا تذكر وتنتهي بمجرد انتهاء الأغنية والمشهد.
أو الطريقة المتمثلة بزمن الإدارة في باب الحارة والتي تعتمد على من يسكب القهوة وينقل الأخبار للزعيم وبمجلس مضافة أعضاؤه ثابتين يمثلون مدراء الشركة عفواً أقصد اعضاوات الحارة ويسمع لهم مدير الحارة ويطابق بين آرائهم وأراء من يسكب القهوة على باب المضافة، فلان لن يقدم للحارة شيء رغم أنه درس خارج الحارة ويحمل فكر وشهادات جيدة نحن فقط من نعرف مصلحة الحارة لأننا ببساطة مستفيدين من خير الزعيم، الذي تسري المياه من تحته، وهو لا يعلم أن الجميع قد اصبحوا من اصحاب الشركات من مضافته، وهو نائم على يد من يسكب القهوة..!
اسمحوا لي أن أضيف نموذج جديد هو نموذج أطلقت عليه نموذج رشدي أباظة أي الاهتمام بمتابعة شؤون الجنس اللطيف والباقي "يغور من هنا" لأعرف أقوم بشغلي كما يجب. لم ترتق معظم الإدارات في الشركات إلى خلق منهج الإدارة بالقيم او الإدارة المستندة إلى الأداء، ولم يرتق معها الكثيرون للتركيز على كيفية تحديد الأهداف والغايات لهذه الشركات والعمل عليها، اقتصادياً ما نراه اليوم من الخارج يلمع قد يكون مهترئ من الداخل ولا يملك المقومات اللازمة للنجاح.. وما هو ناجح اليوم قد لا يستمر وما نجح بسرعة قد يسقط بسرعة، لذا أضحى من الضروري للاستمرار بأعمالنا أن نتبع الفكر الإداري الصحيح بعيداً عن استراتيجيات التبرج المتبعة في معظم الشركات والانتقال من فكر الشركات المشوه إلى فكر يرتقي لإدارة هذه الشركات.