خاص-سيريانديز-دريد سلوم
بداية ما سنطرق لذكره ليس للتقليل من أهمية دور مؤسسات التدخل الايجابي المتمثلة في السورية للتجارة فهي تُجد وتجتهد لتأخذ دورها الريادي في السوق المحلية لمنع الاحتكار وكسر الأسعار ومكافحة الغش ، باعتبارها تجسد أبوية الدولة ولكن من المفيد جداً سرد ماجرى أمام أعيننا لعل هذا السرد ينعكس على أداء السورية للتجارة ربما تكون هي غافلة عنه أو أنها منحت ثقة عمياء لمستثمر ومن الإيجابي أن تعيد ترتيب حساباتها.
ماجرى أنني مررت بجانب مؤسسة التدخل الايجابي الموجودة في سوق باب سريجة في الطريق الذي ينتهي إلى باب الجابية والحديث هنا يخص القسم المخصص لبيع اللحوم،حيث لفتني وجود براد كبير وفيه لحم عجل مدموغ بشكل نظامي ، ما فائلني ودفعني للقيام بشراء لحوم كونها مؤسسة تستحوذ على ثقة وهي تتبع لوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك
بالفعل دخلت وكان هناك ازدحام لافت، ساألت عن كيلو لحم العجل الهبرة فكان الجواب بأنه بسعر (5400) وطبعاً يوجد المفروم والمجرمشة ويتم العمل بوتيرة عالية .
ربما الازدحام كان لحسن حظي كونني لاحظت أن اللحوم التي تباع ليست الموجودة في البراد ولم يتطرق أحداً من الباعة لاقتطاع أي جزء منها وإنما يتم البيع من لحوم مقطعة لقطع صغيرة تسمى (نتر أو شخت )موجودة في أوعية بلاستيكية تتسع لـ 5 أو 7 كيلو على أكبر تقدير
خلال وقوفي دخل شخص وبيده ثلاثة أكياس كبيرة من اللحم مررها للموجودين داخل قسم البيع ؛ حينها قام احدهم بإعطائه مبلغ 8500 ليرة ثمناً لأجار السيارة التي جلب بها هذه الأكياس المشكوك بمصدرها ، وبعد برهه قام احد الباعة بوضعها على الماكينة وبدأ بفرم اللحم الناعم جداً وأعاد فرمة مرات ومرات.
حينها شككت بالأمر وطلبت إليه أن يريني اللحوم التي يفرمها باعتباري لاحظت صغر حجمها وتشبه الأشلاء ، فتظاهر بعدم سماعي وهمس احدهم له لاتريه اللحم ، حينها طلبت إليه أن يبيعني من الموجود في البراد من تلك القطع الكبيرة المدموغة ، فرفض وقال بأنه ذات اللحم وأنها مفرومة جاهزة، حينها اعتذرت عن الشراء وطلبت استرجاع نقودي وأخذتها وأن أقول إذا كان حال مؤسسة التدخل الايجابي هذا فما العتب على باقي الباعه في الخارج.
سؤال أضعه برسم وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، هل تقومون بجولات رقابية على هذه المؤسسة التي تبيع اللحوم للتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات وهل يجوز فرم اللحم مسبقاً ؟ أم أن خلف الأكمة ماخلفها.
كما أطلب إليهم إن كانوا حقاً جادين في المراقبة فليدخلوا بصفة زبائن ويروا مارأيته لا بصفة مراقبين ربما يكون قد وصل خبر ذهابهم قبل أن يصلوا ، ودمتم بخير