كتب عمرو سالم:

ماذا لو خفّضت الهيئة النّاظمة وشركتا الخليوي كلفة الدقيقة إلى ليرة سوريّة واحدة (ولا أقصد الليرة المعدنيّة)! لا، لن تنخفض عائدات الشركتين ولا عائدات الدّولة ... بل يتزيد بكلّ تأكيد لأنّ عدد دقائق الاتّصال اليومي سترتفع بشكلٍ هائك لتعوّض تخفيض السّعر ... هذه ليست نبوؤة ولا ذكاءً بل هي نموذج عالمي متّبع، وخصوصاً في الدّول التي دخل مواطنيها قليل ...

إنّ قيمة استهلاك التجهيزات وتحديثها وكلفة التشغيل لا تتغيّر مع زيادة دقائق الاتّصال لشركات الخليوي وبالتّالي لا فرق في الكلفة بين مليون دقيقة اتّصالات يوميّاً وعشرة ملايين دقيقة ... إضافةً إلى أنّ نماذج الريع العالميّة تبيّن بوضوحٍ أنّ ريع الاتّصالات الصوتيّة العاديّة ويحلّ محلّه الريع الناتج عن الاتّصال بالإنترنت عبر 3G و 4G والآن 5G... والشركات الوحيدة التي استطاعت الحفاظ على دخلها من الاتّصالات الصوتيّة GSM هي تلك التي أجرت تخفيضاتٍ كبيرة عليها ... وما على الهيئة النّاظمة والشّركات إلّا أن تراجع ميزانيّات الأعوام الخمسة الماضية لترى بوضوحٍ ما تحدّثت عنه ... والتمسّك بالأسلوب القديم في ظلّ تغيّر الاتّجاه العالمي، فإنّه سيخسر حتماً على المدى الطّويل ...

أمّا من يتحجّج بالبنية التحتيّة فأقول له: إن البنية التحتيّة الحاليّة قادرة إذا ما تم تشغيلها لكفاءة.

كما أن رخص الخليوي تجبرهم على تحديث وتطرير الشّبكة ... وهذه حجج واهية لتبرير استرخاء الموظَفين المدراء ... فالأمر إذاً يحتاج إلى نظرةٍ واقعيّة ومعرفةٍ بالحالة الراهنة في العالم. ثمّ اتخاذ قرارٍ شجاع بإجااء تخفيض هائل ... إلى ليرة سوريّةٍ للدّقيقةّ ... ولدى سوريّة تجربة ناجحة في هذا المضمار، فعندما تمّ تخفيض أرة الاتّصالات الدّوليّة بنسبة 80% أي من 125ليرة إلى 25 ليرةة، زادد الاتصال زيادةً هائلةً وارتفع العائد بشكلٍ كبير ...

وأيّ تخفيضٍ من مستوى 25% أو 50% سيكون مفعوله عكسيّاً على الطرفين. فهو لن يرضي المستهلك ويجعله يتّصل أكثر، وسيخفض عاذدات الدّولة والشّركات ... والتخفيض النّاجح، لا بد من أن يكون من مرتبة 85% أو أكثر ...

هذا هو النجاح الاقتصادي لـ (زكاتك خفّض أسعارك) ...

عمرو سالم: تزول الدّنيا قبل أن تزول الشّام... . يمنع حذف اسم الكاتب أو الاجتزاء عند النقل.