سيريانديز
بين الدكتور صخر علبي مدير مشروع ترميم الجامع الاموي أنه تم وضع خطة إسعافية أولية لترميم الجامع شملت الواجهات الحجرية من مقرنصات وشرافات وأكتاف حاملة وأعمدة لافتاً إلى تنوع العمارة في الجامع والتي تعود إلى المراحل التاريخية والحضارات والثقافات التي مرت عليه موضحاً أن أعمال الترميم بدأت بالواجهة الخارجية والتي نجحت فيها تجارب الترميم الحجري ليتم الانتقال لترميم الواجهات الداخلية ونزع مقذوفات الرصاص منها ومن أعمدتها وترميمها بالخلطات المناسبة وتدارك النواقص في الجدران والأحجار المكسرة.
وأشار علبي لانتهاء أعمال الترميم في أسقف الجامع والسطح والواجهات الداخلية القبلية وإنهاء الخشبيات التي تعلو الأبواب وتأسيس شبكات الكهرباء والإضاءة والصوتيات وتم تأجيل أعمال الترميم في الأرضية بصحن الجامع لأنها تحتوي على حجارة المئذنة المرقمة والتي تم توثيقها ليصار إلى إعادتها أثناء بناء مئذنة الجامع.
وقال إن مئذنة الجامع تعرضت لتدمير ممنهج بسبب تفجيرها من الإرهابيين من الداخل وأثناء عمليات تفكيك أجزائها السفلية لإعادة إعمارها تم اكتشاف طريقة بنائها القديمة الأولية وحالياً تتم إشادة القاعدة الصلبة للمئذنة باستخدام أحجار كبيرة صماء لحمل برج المئذنة البالغ ارتفاعها 45 متراً ويبلغ وزن كل حجر فيها حوالي 500 كغ.
وبيّن الدكتور علبي أن الجامع يتألف من الفناء الداخلي (صحن الجامع) وفيه مكان للوضوء تعلوه قبتان صغيرتان تمت إعادة ترميمهما وإكساؤهما بمادة الرصاص ويحتوي القسم الجنوبي على قاعة الصلاة الرئيسية (القبلية) وأروقة للصلوات والاستراحة وخاصة في فصل الصيف.
ويحتوي صحن الجامع على مزولتين (ساعتان شمسيتان) تدلان على حركة الشمس لتحديد أوقات الصلاة وقد تعرضتا للأضرار ويتم العمل على إصلاحهما وهناك مصطبة خشبية صغيرة مخصصة لإعطاء الدروس الدينية وعمود إسمنتي تعلق عليه فوانيس للإضاءة ليلاً.
كاميرا سانا رصدت أعمال الترميم حيث تحدث العامل علي المحمد عن أعمال بناء قاعدة مئذنة الجامع بوضع الإسمنت وبناء الحجارة الكبيرة عليه فيما بين العامل عبد الرزاق الجمعة أنه يقوم بنزع وإزالة مقذوفات الرصاص العالقة على الأعمدة وترميم الفراغات الحاصلة مكانها.
وتحدث محمد عزوز من ورشة الأعمال الخشبية عن انتهاء أعمال الزخرفة والأرابيسك للأبواب والقناطر الخارجية البالغ عددها 12 باباً في الواجهة القبلية ويتم العمل على إنهاء الإكساء الداخلي للجامع.
ويعد الجامع الأموي أحد أبرز المعالم التاريخية والدينية والأثرية في مدينة حلب ويعود بناؤه لأكثر من 1300 عام.