سيريانديز
تطلق وزارة الصحة غداً الأحد حملة التلقيح الوطنية الثانية للعام الجاري ضد شلل الأطفال وتستمر حتى الخميس القادم وتستهدف الأطفال من عمر يوم حتى خمس سنوات بغض النظر عن لقاحاتهم السابقة.
وفي تصريح لـ سانا أكد مدير الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتور فادي قسيس اتخاذ الاستعدادات الفنية واللوجستية لإنجاز الحملة التي تهدف للوصول إلى نحو 774ر2 مليون طفل عبر تخصيص 9 آلاف عامل صحي موزعين على 967 مركزا صحيا ثابتا و2300 فريق جوال للوصول إلى مختلف المناطق.
ولفت قسيس إلى إرسال اللقاحات إلى المناطق الصحية في كل محافظة مع تحديد 106 مراكز إمداد باللقاح في المناطق الصحية منوها بدور وسائل الإعلام في نشر التوعية وتشجيع الأهالي للمشاركة في جميع الحملات الصحية ولاسيما حملة اللقاح ضد شلل الأطفال مجددا التأكيد أن اللقاح أمن ومتوفر بشكل مجاني ولا يوجد مانع من إعطائه للطفل الذي يشكو من أعراض مرضية بسيطة.
وأعرب مدير الرعاية الأولية عن أمله ألا يحول ما تتعرض له منطقة الجزيرة السورية من عدوان تركي دون الوصول للأطفال ولاسيما أن تلك المناطق عالية الخطورة ونسب التلقيح فيها متدنية.
وكانت الحملة الوطنية الأولى للتلقيح ضد شلل الأطفال نفذت في آذار الماضي ووصلت حسب قسيس إلى 91 بالمئة من الأطفال المستهدفين.
من جانبه لفت ممثل منظمة الصحة العالمية في سورية الدكتور نعمة سعيد إلى أهمية استمرار حملات التلقيح ضد شلل الأطفال لضمان خلو سورية من المرض ولاسيما في الأماكن الأكثر خطورة مؤكدا تواصل الدعم لبرنامج التلقيح الوطني في سورية بأقصى الإمكانات المتاحة ليستعيد مكانته في صدارة برامج التلقيح في دول إقليم شرق المتوسط كما كان قبل الأزمة.
ونوه سعيد بالإنجاز الذي حققته الوزارة في السيطرة على وباء شلل الأطفال مرتين متتاليتين وبزمن قياسي عامي 2013 و2017 لتعلن سورية خالية من مرض شلل الأطفال بفضل جهود وزارة الصحة ودور الإعلام في تعريف المجتمع وتوعيته بأهمية اللقاح للمحافظة على صحة الطفل.
وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت نهاية عام 2018 خلو سورية مجددا من شلل الأطفال بناء على تقييم ميداني بين عدم تسجيل أي عزل للفيروس منذ أكثر من عام الأمر الذي اعتبرته انتصاراً للصحة العامة على المستوى الإقليمي والعالمي.
يذكر أن سورية أعلنت للمرة الأولى خالية من شلل الأطفال عام 1995 ليعود عام 2013 عبر إصابات عدة بالفيروس البري باكستاني المنشأ حملته المجموعات الإرهابية المسلحة فأطلقت وزارة الصحة على أثرها سلسلة حملات تلقيح وطنية نجحت في قطع سراية الفيروس ولم يبلغ عن أي حالة جديدة منذ بداية عام 2014 لكن المرض عاد في حزيران عام 2017 بعد تسجيل إصابات بالفيروس المتحور في دير الزور لتتابع بعدها الوزارة حملات التلقيح التي وصلت حتى اليوم إلى 29 حملة وطنية.