سيريانديز- مجد عبيسي
يبدو أن الوزارات تتسابق لابتكار طرق جديدة لجني الأموال في مرحلة التعافي وإعادة الإعمار، ولكن لماذا جميع الحلول تصب باتجاه التحصيل من جيب المواطن؟!، عبر رفع رسوم الفواتير أو تعديل الضرائب أو تخفيض الدعم.. لا عبر استثمارات ومشروعات؟!!
ما حدث أمس في مركز النصر للهاتف الآلي مع إحدى المشتركات، يصب في خانة اللامنطقية في تحصيل مبالغ من المشتركين دون وجه حق!
يبدو أن الخطة مرسومة بدقة، وبطريقة استدراج متسلسلة تتكون من عدة خطوات، تنتهي بتشليح المواطن 7900 ليرة سورية خلال ساعتين من الزمن، ودون أن يحصل على شيء.. وإنما ليستعيد حقه فقط!
يبدأ الموضوع بقطع خط الهاتف الثابت، ليراجع المشترك المركز، ثم ليبرر موظف المركز سبب قطع الخط بأن هناك نقص بيانات، كأن يكون الخط باسم مشترك متوفى، وهنا عليه استكمال البيانات عبر تحويل الخط لاسم آخر.. ويتم إعلام المشترك أنه عمل روتيني لا يكلفه سوى طوابع.. وإلى هنا الكلام جميل وضمن الأصول.. ثم تبدأ المصائب:
يدفع المشترك 800 ليرة سورية لقاء طوابع ثمنها الفعلي 450 ليرة سورية فقط!
بعد إحضار الطوابع يضعها الموظف جانباً في درجه دون إلصاقهم على الطلب، ويوقع الطلب دون الطوابع!
ومن ثم يسأل الموظف المشترك ببراءة /هل لديك بوابة انترنت؟/ وعند الإيجاب بنعم، يطلب منه تجديد بياناته على النافذة لتنتقل "أوتوماتيكياً" إلى اسمه... وهنا الفخ الأكبر..
عند البصم لنقل اسم اشتراك البوابة، يطلب من المشترك دفع مبلغ 6100 ليرة سورية!! وكأنه اشترى بوابته من جديد!!! لماذا، لا أحد يعرف ولا أحد يجيب!
ولكن الحق يقال.. هذه الدفعة تسدد بإيصال.. !
وأخيراً.. بعد ساعتين من الانتظار في الطوابير المختلفة ضمن المركز، يطلب الموظف بكل أدب، مبلغ ألف ليرة إضافية ثمن المصنف الذي يضم الأوراق!!
طبعاً من رفعت الشكوى لنا كانت تحمل نقوداً، وإلا فإن إجازتها الساعية كانت ستذهب هباءً ليوم آخر، فما كان منها إلا ان طلبت من الموظف تعليق تكاليف هذه الخطوات بشكل واضح للمشتركين، وإعلام المواطن بشفافية عن مبررات هذه العملية بوسائل الاعلام قبل وقت محدد لمراجعتهم، وليس قطع الهاتف وإجباره على ذلك وهو يملك خطه منذ سنوات.. ومنهم موظفون الذين لا يملكون هذا المبلغ في وقت قطع خط الهاتف... وعشرات الأشخاص الواقفين في الطابور فوجؤوا بالمبالغ بعد ساعات من الانتظار، ومنهم من عاد بخفي حنين لعدم حملهم هكذا مبلغ.. وهم يقولون كلاماً جميلاً عن المركز والموظفين وعن اليوم الذي اشتركوا فيه بالهاتف.. ودمتم.