سيريانديز– آية قحف
يقام معرض الكتاب في مكتبة الأسد منذ 31 عاماً ، كفعالية حضارية وثقافية تعكس وجه سورية الذي رغم سني الحرب بقي مبتسماً وقادراً على العطاء ، ولكن في هذا المعرض العطاء يخلد لأن كل شيء فان, إلا الأدب والفكر والثقافة تستمر وتدوم ، لذلك يعتبر المعرض فرصة ذهبية ومنبر لكل كاتب لأن يعرف للجميع وتقرأ كتبه، لأن مكتبة الأسد لا يهمها أن تحفظ الكتب بخزائنها ومستودعاتها بقدر أن تقدمها بقالب عصري إلى الأجيال القادمة ليطلعوا على نتاجات المعرفة الموجودة في حقبة ما .
لا أريد الإطالة في المقدمة ، ولكن استوقفتني شكوى وصلت إلى موقع سيريانديز من الكاتبة منال يوسف وما حدث معها في معرض الكتاب، إذ دعيت من قبل المكتبة لتوقيع كتابها في المعرض وقدمت من محافظتها إلى دمشق فرحة بالعرض المقدم إذ اعتبرته فرصة حياتها لتكون بين كبار الأدباء والكتاب لتتفاجأ يوم الافتتاح بعدم وجود بطاقة باسمها وبأنها تأخرت لدقائق عن الحفل وهذا يخول الأمن بعدم إدخالها لحرم مكتبة الأسد، وطبعاُ للإحاطة بالعلم منال تعاني من وضع صحي متعب جداً متمثل بإعاقة جسدية ومع ذلك لم يأبه أحداً من الأمن بما اقترفوا بعدم إدخالها تحت ذريعة تنفيذ التعليمات .
وفي التفاصيل نجحت إحدى الموظفات في إدخالها للداخل ولكن الأمن عارض دخول الكتب فيما بعد، وهنا لم يكن أمام منال إلا أن حملت أذيال خيبتها بسبب التصرفات الفردية الغير مسؤولة ، وعادت إلى طرطوس مع وضع صحي أصعب من ذي قبل، تاركة وراءها حلمها في دمشق بسبب سوء تنسيق من قبل إدارة المكتبة .
وتواصلت بشكل شخصي مع الكاتبة منال وهنأتها على إنجازها الرائع وكنيتها بالكاتبة المعجزة ، لأنها رغم عدم إتمام تعليمها كتبت ما يقارب التسعة كتب وفيلماً سينمائياً دون أن تجد من يمسك بيدها ويتبناها لتتم طريقها وتكون اسماً لامعاً في عالم الكتابة والأدب، مع التأكيد بأن منال واحدة من الآلاف ولكنها اختلفت عنهم بجرأتها وعدم خوفها من البوح مما حصل معها لتصل إلى ملاذها.
انتهت الكاتبة وبدأ دوري لأبدي رأيي بما حصل، أنا من منبري أقول بأن سورية كانت وستبقى منارة للجميع وحاملة للإبداع والأجدر من الجهات المعنية من مكتبة الأسد أو وزارة الثقافة أن تدعم أولئك الناس وتشد على يدهم وتروج لهم بالطريقة الصحيحة لا أن تقتل أحلامهم ، دون إدراك هول الخيبات التي سيتعرضون لها لأن ليس لديهم أي منبراً ليقدموا نفسهم عليه خارج نطاق الدولة ، لذلك أطالب بإعادة النظر بهؤلاء الكتاب وخلق الفرص المناسبة لهم وتشجيعهم ليبدعوا أكثر حتى لا تنضب مواهبهم وقواهم ويضربون عن الكتابة لأنهم استفذوا السبل ولم يستفيدوا شيئاً مما كتبوا سوى تكديس أحلامهم على الرفوف دون ان يجدون من يقرأها ويعلم مافي داخلها من أسرار وقصص !!!!
ونحن ي إدارة موقع سيريانديز نتمنى من وزارتي الثقافة والشؤون الاجتماعية والعمل تبني مثل هذه المواهب والأعمال ، والعمل على صقلها وتنميتها والترويج بالصورة الصحيحة واللائقة لهم ، لأن ذوي الاحتياجات الخاصة أيضا قادرين أن يكونوا أعضاء منتجين وفاعلين في المجتمع .