|
سيريانديز- مجد عبيسي
أنا لم أطبل يوماً لأحد.. ولم أضرب مثالاُ للرجولة.. بولد، وإن اندفعت خلال مسيرتي ببعض المديح، كان من فرحي بما اعتقدت أنه منهج صحيح، وبوادر إنجاز.. سيصب بمصلحة الأكباد والأفلاذ.. فجعلني أنحاز، وأتفتح وأورق وأورد.. لا أرعد وأزبد.
يا سادة.. خلاصة الرواية.. أن المصلحة العليا هي الغاية، ولكن اليوم.. القضية باتت أكبر وأعقد!
كنت قد سمعت منذ سنوات عن العين الساهرة التي تسجل في دفاتر حمراء تاريخ الأزمة المشبوه والمشوه، ونمي إلي حينها أن الجميع سيحاسب، وسيقف أمام الشعب وقفة حق.. ولن ينج بشخصه إلا من يموت!
ومرت سنوات.. ولم أرَ مصداقية هذه النعمة، حتى ضجت أمس بالفضائح المواقع والصفحات، بأرقام تجاوزت ميزانية وزارة بسنوات.. وسنوات.
أرقام مهولة لم يدركها الشعب، ولم يربط بينها وبين الوزارة المعنية!! ولكن خروج معطيات تخص الصف الأول، يعني أنه لم يعد هناك مداراه.. وقد فتحت أولى الدفاتر الحمراء.
صحيح لم يخرج تصريح يقول بأن هناك حملة ستبدأ، بل المتعطشين للخبر هم من قالوا، ولكن يبدو أن المركب بات يحتاج لقذف آكلي المؤونة، فهم سيودون بنا إلى الهلاك جميعاً، عدا عن إنهم أحمال زائدة.
أتمنى أن تكون حملة لا مجرد فقاعة، لأنها خلال يومين فقط جعلت العديدين في الأروقة والمفاصل يتلمسون على رؤوسهم، ويقبعون في حالة كمونية.. علهم ينجون إن لم يكن لهم اسم في دفتر أحمر.
مبالغ كبيرة يا سادة لم نستطع إحصاءها بالمخيلة بعد.. إن كانت صحيحة حقاً، فكم ستعوض من فاقد المركزي في دعم الليرة والاقتصاد من الانهيار؟! فعلاً.. الحاجة ماسة لعودتها إلى خزينة الدولة، والحاجة أكبر لقطع أياد لم تزل فاعلة في مص هكذا أرقام وأكثر من أبهر الاقتصاد السوري بجشع استعماري دنيء.. فالمواطن يكاد يلفظ أنفاسه وهو يتبرع بدمه لينجو الوطن!
آمالي تخبرني أنها خطة لعودة الأموال إلى خزينة الدولة في هذا الوقت، إن كانت حقاً.. عندها سأقف وأصفق للفريق الاقتصادي وأصحاب القرار.. لأنها ستكون أكبر خطة أزمة اقتصادية ارتآها الخبراء لرفد الخزينة بموارد ترتقي باقتصاد الوطن.. وترتقي بنفوس البعض عن خيانة المسؤولية.. وتشفي صدور قوم مؤمنين بعدل قادم.