سيريانديز
تسعى الجهات الحكومية لتقديم الدعم المفتوح لقطاع الدواجن الذي يعاني من تحديات كبيرة بدءاً من ترخيص المنشأة وانتهاء بتسويق المنتج وتشدد تلك الجهات على أن تكون القرارات التي ستصدر قابلة للتنفيذ من جميع المعنيين بهذا القطاع وخاصة المداجن المرخصة المتوقفة عن العمل والمسالخ غير المرخصة التي بحاجة إلى ترخيص لتنظيمها تحت إشراف الدولة.
وبين الدكتور أسامة حمود مدير الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة أن الحكومة خصصت 6 مليارات ليرة لدعم قطاع الإنتاج الحيواني منها 3 مليارات للدواجن مبيناً وجود 9610 مداجن عائدة للقطاع الخاص لمختلف الأنواع “فروج.. أمهات وجدات فروج.. بياض” منها 6094 مدجنة منتجة و3516 متوقفة عن العمل فيما يبلغ عدد المداجن المرخصة 7539 مدجنة تنتج 3.5 مليارات بيضة و58 مليون فروج تكفي حاجة الاستهلاك المحلي ويمكن تصدير الفائض لاحقاً.
ولفت حمود إلى رغبة الحكومة بمعالجة مشكلات هذا القطاع وايجاد الحلول العاجلة له ونعمل حالياً على إجراء مسح شامل لكل المداجن المتوقفة للوقوف على أسباب توقفها وإيجاد السبل المناسبة لإعادة اقلاعها من جديد مبيناً أن قطاع الدواجن من القطاعات غير المنظمة نسبياً مع وجود 2071 مدجنة غير مرخصة تشكل نسبة 22 بالمئة من إجمالي المنشآت العاملة تنتشر بشكل أساسي في محافظات حماة وريف دمشق وطرطوس.
وأوجز حمود المشكلات التي يتعرض لها قطاع الدواجن المتمثلة بالتقلبات السعرية الحادة التي تعرض المنتجين لخسائر كبيرة وارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل كبير وصعوبة تأمين مستلزمات العمل وتوقف العديد من المداجن عن الإنتاج لعدم توفر التمويل وأعمال التخريب والإرهاب أو التحول لأعمال أخرى.
بدوره يقدم مدير عام مؤسسة الدواجن سراج خضر في تصريح مماثل مقترحات أساسية للنهوض بالقطاع تتعلق بتأمين مستوردات المؤسسة من قطعان أمات البياض سنوياً وتخفيض أسعار عناصر مدخلات الإنتاج ولا سيما الأعلاف التي تشكل 50 بالمئة من تكلفة الإنتاج وذلك عن طريق تخفيض السعر الاسترشادي للذرة الصفراء وكسبة فول الصويا إضافة إلى إقامة منشآت ومعامل لتوضيب وتجهيز المنتج النهائي من منتجات الدواجن.
وبين خضر وجود ثلاثة برامج للدعم أولها وضع آلة للتدخل على مستوى مدخلات الإنتاج من خلال تأمين مستلزمات إعادة إقلاع مداجن أمات الفروج والبياض والجدات غير العاملة ودعمها بقروض تشغيلية وزيادة عدد قطعان الأمات بأنواعها لدى المؤسسة.
أما البرنامج الثاني بحسب خضر فهو التدخل على مستوى تنظيم السوق من خلال تنظيم عرض الفروج في السوق بهدف تخفيف احتكار الحلقة الوسيطة وإنشاء مسالخ آلية في عدة محافظات تقوم بذبح الفروج وتوضيبه وتغليفه وإقامة غرف للتبريد والضغط بطاقات كبيرة تشتري من السوق في وقت انخفاض الأسعار وتطرحه عند ارتفاع الأسعار.
ويؤكد خضر على أهمية البرنامج الثالث المتعلق بالتدخل على مستوى الإنتاج من خلال إعادة تشغيل كل المداجن المتوقفة في المناطق التي عاد إليها الاستقرار من خلال برنامج لدعم سعر الفائدة للقروض التشغيلية ودعم القروض التي ستمنح للمداجن اضافة لتخفيض رسوم الترخيص.
بدورهم لفت بعض أصحاب المنشآت من القطاع الخاص إلى تكاليف الإنتاج المرتفعة سواء الأعلاف أو الرسوم أو المحروقات مع عدم ثبات الأسعار وانقطاع التيار الكهربائي الأمر الذي أوقع المربين بخسائر كبيرة حيث رأى المربي الدكتور البيطري سامر عبد الكريم ضرورة إيجاد حلول لموضوع التسويق والذي يحتكره التجار والموزعون ويسبب خسائر كبيرة لصغار المربين نتيجة عدم قدرتهم على تأمين مستلزمات الإنتاج فيضطرون للاستدانة من تجار العلف والصوص مقابل بيع الإنتاج لهم بالسعر الذي يضعونه.
ويرى رئيس لجنة مربي الدواجن في اتحاد غرف الزراعة نزار سعد الدين أن الحكومة اتخذت عدداً من الخطوات باتجاه دعم هذا القطاع الحيوي والمهم منها تخفيض تعرفة الكهرباء والسماح باستيراد المشتقات النفطية وإحداث مسالخ جديدة وتعزيز دور مؤسسة الدواجن وقال: هي مستعدة لتقديم كل التسهيلات لدعم عملية تربية الدواجن وعودة المنشآت إلى العمل من خلال دراسة أسباب توقف المداجن عن العمل كل حالة على حدة وتوصيفها بشكل واقعي ومناسب.
وأشار إلى أهمية تنظيم المسالخ العشوائية الموجودة خارج المخططات التنظيمية وتسهيل عملية وشروط الترخيص خاصة في الساحل وحمص ودراسة منح قروض للطاقة الشمسية بدلاً من الكهرباء ودعم معامل الأعلاف وزيادة إنتاج اللقاحات الزيتية محلياً وإيجاد حلول لعملية التسويق التي تعد أبرز المشكلات التي يعانيها هذا القطاع لافتاً إلى أن صالات السورية للتجارة باتت جاهزة حالياً لاستقبال منتجات قطاع الدواجن وبيعها من مربي الدواجن مباشرة.