سيريانديز- كتب مجد عبيسي
حاملاً صغيري وممسكاً بيد الآخر خوفاً من الزحام في إحدى ساحات العيد، عصابة من الشياطين الصغار يتقافزون بين الخلائق ويقذفون هذا وذاك بأسلحتهم اللعينة.
كنت رغم أغنيات الكراجات المنبعثة من الأراجيح الرعناء، أسمع صيحات ألم من بعيد وسباب وشتائم مثل "يلعن تربايتك، وسأسحقك يا ابن الظريفة... إلخ".
توقفت لأقطع تذاكر لأحد الألعاب وإذا بإحساس ناري لاذع في خاصرتي، وحرقة وألم شديدين، أدركت حينها أني أصبت، وضعت يدي مكان الإصابة وتحسست إن كانت هناك دماء، واستعددت للغياب عن الوعي، نظرت في عيني طفليّ، وشددت علي يديهما وكأني أوصيهما بأن يكونا محترمين ويحميا بعضهما.. وهنا أوقظني من ترهاتي تراكض ثلاثة من رجال الشرطة خلف الشياطين الصغار في الزحام لمدة دقيقتين ليعودوا بخفي حنين إلى نقطة وقوفهما الأولى..
اقتربت منهما واضعاً يدي على خاصرتي الجميلة وأعرج لا أعرف لماذا.. سائلاً: أ لم تستطيعوا أن تلقوا القبض على العفاريت؟!، فأجاب أحدهم بملل: الملاعين، أبناء الشوارع، قصارالقامات، كلما طاردناهم غابوا في الزحام، وهناك الكثير من هذه المجموعات بين الناس.. ولكن لو أمسكنا إحداهم، الله أعلم ماذا سنفعل بهم!!..ثم أشاح وجهه عني ليكمل تأمل المارة. التفتُّ عازماً أن أخرج وطفليّ من هذه الساحة الخطرة، لأرى على بعد خطوات من رجال الشرطة بسطة عارمة بوقاحة، تبيع جميع أنواع أسلحة الخردق من بنادق متوسطة وبعيدة المدى ومسدسات مختلفة الأحجام، وأكياس خردق بالأكوام. فجعلت أنقل نظري بين الشرطة والبسطة، وكل ما بداخلي يصرخ بأن صادروا منبع الأذى هذا، إنه واءكم، فقط
التفتوا.. إنه لخير من أي عمل آخر تقومون به.. ولكن أدركت أن الموضوع ليس ببهذه البساطة! والله إن الوقاية خير من العلاج، فلو يمنعون بيع مثل هذه الأسلحة المؤذية، خير من نقطة شرطية مهمتها الركض وراء الأطفال وسلخهم كفين وكسر المسدس في أحسن الحالات!!
لصالح من تدخل هذه الألعاب المؤذية؟! ولمَ لم تمنعها وزارة الداخلية أو أية جهة تهتم لسلامة أطفالنا في العيد..
أرجوا أن تكون هذه القضية برسم المعنيين، وللحديث بقية.. ودمتم.