سيريانديز
تمر الأيام الأخيرة لشهر رمضان على بلدات الغوطة الشرقية باستعداد واضح من قبل الأهالي والمحال التجارية لاستقبال عيد الفطر السعيد.. فمن المواد والسلع المتنوعة المعروضة داخل وأمام المحلات إلى الحركة النشطة والمتزايدة للمواطنين بعد الإفطار في مشهد اشتاق له الأهالي بعد حرمانهم وحصارهم لسنوات من قبل الإرهابيين.
سانا رصدت أجواء الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك والاستعدادات لقدوم عيد الفطر السعيد في أسواق عدد من البلدات حيث أشار معظم من التقتهم إلى وجود أعداد كبيرة ومتنوعة من البضائع والسلع التي يحتاجها الأهالي لتأمين مستلزمات العيد ومنهم صاحب محل الحلويات في بلدة جسرين (محمد عبد الرزاق ديابي) الذي عاد الى بلدته بعد التحرير ورمم محله وقال “إن السوق يشهد حركة قوية في هذه الفترة من الشهر المبارك خاصة بعد موعد الإفطار حيث يتفرغ الأهالي لتأمين متطلبات العيد من الحلويات وغيرها”.
وفيما رأى (علي دروي) أحد سكان الغوطة أن أسعار الحلويات مدروسة ومناسبة هذا العام اذا ما قورنت بالعام الماضي في مختلف الأسواق وصفها (عبد الوهاب بغدادي) بالمقبولة نوعا ما.. وعن توافر المواد قال: “كل شيء متوفر في أسواق البلدة ولا ينقصنا شيء”.
ومن بلدة سقبا يجد بائع الخضراوات (أبو النور) أن شهر رمضان هذا العام مختلف لجهة توافر كل ما تحتاجه الأسر في الأسواق وعودة الطقوس والأجواء المعتادة لدى الأهالي كالمسحراتي والمشروبات الرمضانية و(السكبة) التي يتبادلونها قبل الإفطار.
الخمسيني (خليل العلوة) لم ينس ما عانته بلدته في سنوات الإرهاب السبع من حرمان وحصار ويقول: “يغمرني الفرح والأمل عندما أشاهد أجواء رمضان وعيد الفطر تستعيد ملامحها وهذا كله بفضل الجيش العربي السوري والشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجلنا”.
(رانيا سوقية) من سكان كفربطنا تعبر عن ارتياحها لتوافر كل مستلزمات العيد من ملبوسات ومواد أولية لصناعة الحلويات بأسعار مقبولة بعد أن كان الحصول عليها في سنوات الحصار “كالحلم” حين وصل سعر كيلو السكر إلى 12 ألف ليرة.
ويبين (قاسم ضبعان) أن السفرة الرمضانية في الغوطة عادت إلى ما كانت عليه قبل الحرب عامرة بالأكلات والمشروبات الشعبية كالفول والفتة والمسبحة وشراب التمر الهندي والعرقسوس والجلاب والناعم الأمر الذي يفرح الحمصاني (دياب محمد يوسف) كون مهنته تلاقي رواجا في شهر الصوم.
“هذا العام جلب الخيرات للغوطة وهو مختلف بشكل جذري بسبب انفتاحها وعودتها للحياة بعد سنوات من الحرمان والخوف” بهذه الكلمات اختصر (محمد خير شاغوري) أجواء رمضان والعيد مشيرا إلى انتعاش صناعة المعمول المحشو بالفستق والجوز والعجوة.
ومن صالة السورية للتجارة في كفربطنا يشير (محمد دياب الغرزلي) إلى أن الإقبال على الصالة يتزايد كل يوم لأن أسعارها منافسة ولأنها توفر للزبائن جميع المواد الغذائية من لحوم وزيوت وألبان وأجبان وبقوليات وخضراوات.
وكانت الغوطة الشرقية بكامل بلداتها وقراها استعادت الأمن والاستقرار على يد الجيش العربي السوري في الرابع عشر من نيسان العام الماضي.