سيريانديز - مجد عبيسي
طرح المحلل الاقتصادي عامر شهدا عدة تساؤلات برسم المعنيين في مصرف سورية المركزي وواضعي السياسات النقدية على خلفية شهادات الايداع التي جمعت ١٣٠ مليار ليرة سورية وترتب على المركزي فوائد ٥٨٠٠ مليون. تساءل شهدا عن السياسة المتبعة، هل هي لامتصاص السيولة ومن ثم اقراضها ؟ أم الهدف هو التأثير على الاسعار؟ أم تثبيت سعر الصرف؟ أم خفض نسبة التضخم أم ماذا؟!!
وبدا من تساؤلاته أنه يستغرب فعل المركزي بعد صمت طويل، والذي لم يلق رد الفعل المتوقع من المواطن حين نوه ان إجراء الإيداع لم ينعكس على الأسواق!! وبعد وصوله إلى طريق سد من الإجابات غير الموجودة لما استوحيناه من تساؤلاته أن المقررين المصرفيين يتخبطون بقرارات لم تنجح حين لم تمت لحل المشكلات الواقع بصلة!
وتقدم بعدة مقترحات علها تكون أفعالاً مرضية شعبياً للمصرف المركزي..
وقال شهدا إنه طالما لدى المركزي النية بتحمل فائدة، ويسعى لضبط الكتلة النقدية بالاسواق عن طريق امتصاصها -معتقداً ان يكون من ضمن أهدافه تثبيت سعر الصرف وتخفيض الأسعار رفع القوة الشرائية لليرة السورية- أقترح وضع ضوابط لعملية بيع الدولار، ورفع سعر شراء الحوالات، مما يمكنه من تمويل الاستيراد.
واقترح ايضا طرح بيع ٤٠٠ مليون دولار بسعر ٤٥٠ ليرة مما يحقق سحب مبلغ ١٨٠ مليار من السوق، مبينا أن التكلفه بين سعر ٤٣٦ و٤٥٠ هو ١٤ ليرة يتحمل عبء ٥٦٠٠ مليون.
إضافة إلى إعادة دراسة الفوائد بحيث تصبح الفائدة على الايداع ٦% وفوائد القروض ٩% وهذا الامر يؤدي -حسب رأيه- إلى تثبيت سعر الصرف، ورفع الطلب على الليرة السورية، ورفع القوة الشرائية لليرة السورية، ورفع قدرة الدخل على الاستهلاك مما يدفع عجلة الاقتصاد.
عدا عن توفير ٢٨٠ مليون من فوائد شهادات الايداع، وحل مشكلة احجام المدخرين عند وضع اموالهم بالمصارف. وهذا يؤدي إلى تخفيض تكاليف الانتاج مما سيؤثر على الاسعار، ولجم حدة تأثير السوق السوداء في السوق المحلي، واستقطاب المزيد من الحوالات، وتخفيض تكلفة الحصول على السيولة مما يؤدي الى تشجيع الاستثمار.
ولا يمكن إغفال أن ذلك سيخلق سعر منافس بالنسبة للتصدير، ويؤدي إلى انخفاض تكاليف السيطرة على السيولة والحصول عليها مما يمكن من خفض تكلفة طرحها. وأنهى شهدا مقترحاته بإنهاء موضوع القيام بإصدارات جديدة، معتقداً أن اقتراحه قابل للترجمة على أرض الواقع.
وتساء في حال عدم امكانية ترجمته على ارض الواقع، هل يمكن أن يتم طرح حلول لامتصاص السيولة من الأسواق؟ فسبب التضخم هو زيادة العرض لليرة السورية في الأسواق والأمر يتطلب تفاعل الجميع وطرح فكر الجميع للنقاش للوصول الى حلول مجدية.
فالسياسة النقدية يجب أن يقتنع بها المجتمع، وتفاعل المجتمع مع هذه السياسة يعتبر أحد أهم عوامل نجاحها.