سيريانديز- مجد عبيسي
تساؤلات كثيرة حول ثبات سعر الصرف الرسمي بنحو 435 ليرة سورية للدولار الواحد، مقابل تماوج السعر الحر بفروقات كبيرة وصلت لمئة ليرة سورية منذ فترة، والسوق مذعن له بالمطلق، وهنا السؤال.. من الذي يتعامل بسعر المصرف المركزي؟!
في السوق لا أحد يبيع به ولا أحد يشتري به، إذاً نسأل المركزي من يطبق هذا السعر؟!
إن كان الجواب لمن لديهم موافقات أصولاً للطبابة خارج سورية، نقول فليستفد المواطن الذي يطبب أن يحصل المركزي من دولته على كمية الدولار المدعومة.
وهنا ننتقل لسؤال آخر، هل هناك جهات من القطاع الخاص تستورد بعض أنواع السلع -المسموح تغطية استيرادها من القطع الأجنبي- بآلاف أو ملايين الدولارات بسعر المركزي؟
مثلاً إن كان يسمح باستيراد الرز بالقطع الرسمي، فمن هذا الذي يستورد الرز بالقطع الرسمي؟ هل هي الدولة؟
وحين يستورد بالسعر المدعوم، فعلى أي أساس يسعر فيما بعد في السوق؟ على أساس السعر الرسمي أم سعر السوق السوداء؟!
وإن أخذ القطاع الخاص من المركزي قطع بسعره.. سواء اشترى به مستلزمات إنتاج أو أي شيء آخر، هل يتم تسعير ما يستورد في السوق السورية بدولار المركزي؟!
المواطن خاسر في الحالتين، فهو لا يريد لأي جهة أن تستورد بسعر المركزي وتسعر للمواطن بسعر السوق الحر، ونعلم أن الفارق السعري بينهما كبير، وهنا نقع في مستنقع هدر المال العام إن لم تكن القضية أكبر من ذلك؟!
إذا.. ما مبرر تشبث المركزي بهذا الرقم ؟!
هل يمكن للمصرف المركزي أن يفسر للمواطن - وهو يعلم أنه منذ وضع هذا السعر هو غير مطابق للسوق السوداء وهناك فرق قرابة 20%- يفسر هذا الفرق لمصلحة من؟! ومن المتضرر؟! ولدينا هذه العناصر الثلاثة: المركزي.. والمواطن.. والتاجر؟!
يجب على المركزي التفكير بتحريك سعر الدولار، لأن بقاء سعر الدولار ثابت –فقط- لنعلن ثباته، هذا هراء مقابل الأضرار التي تمس المواطن والمركزي نفسه، إذ أن الإبقاء على سعر المركزي ثابت وأدنى من سعر السوق بفارق كبير هو طرد للراغبين ببيع الدولار للدولة، ويرغمهم بالتالي على التوجه للسوق السوداء فيقوى تجار هذه السوق بينما يبقى المركزي ضعيفاً، فمتى سيحرك المركزي سعره بحيث يوجد توازن بين هذا وذاك؟..
والسؤال الآخر هل يدرس المركزي جدوى تحديد سعر الدولار وانعكاساته على اسعار المستهلك وعلى ارباحه؟
لو قمنا بحساب الجدوى الاقتصاديه لهذا التسعير .. فمن المفترض -اقتصادياً- أن يحصل المركزي على دولار بسعر ٤٢٥ كي يبيعه ٤٣٥ . مما يؤكد قدرة المركزي على تخفيض السعر عند ارتفاعه . ولكن السؤال لماذا لا يتدخل! ويحمل المجتمع تداعيات السعر ؟ رغم قناعتنا بعدم وجود إجابة الا أننا نأمل أن نقرأ ما يجيب عن تساؤلاتنا.. ودمتم.