سيريانديز – مجد عبيسي
يقال في علم الطب إن الساعة التي تسبق الفجر تسمى بساعة الذئب لأنها الساعة التي يموت فيها أغلب البشر..، ولكن ليلة رأس السنة كانت ساعة ذئب حقيقية للعديد من الآمنين بيد شرذمة غير مسؤولة!
فغريب جداً أن تصدر وزارة الداخلية بياناً تطالب فيه الامتناع عن إطلاق العيارات النارية والمفرقعات العشوائية في ليلة رأس السنة الميلادية، ثم نختبئ تحت الأسرة على وقع الجبهات التي فتحت الساعة 12 في جميع المحافظات!
أعداد الضحايا كبير، والبيان لم يمنع من التجاوزات والتعديات على سلامة الأحياء السكنية، والسبب عدم المحاسبة والملاحقة من قبل جهات المعنية للمحتفلين بالرصاص ومحاسبتهم على تجاوزاتهم.
دم اليوم.. نتيجة التساهل بعدم المحاسبة منذ سنوات مضت، فالمطالبة بالامتناع يجب أن تتبعها محاسبة على عدم التنفيذ، وتجرؤ "الأبطال" أمس على إطلاق الرصاص وتجاوز التوجيهات والمطالبات نابعة من يقينهم بعدم مساءلتهم عما سيفعلون!
هذا لا يعد قتلاً بالخطأ، وإنما مع سبق الإصرار والترصد حين تجاوزوا تحذيرات الدولة بخطورة الفعل!
يعاب علينا أن نقرأ أن السلطات اللبنانية قد فتحت تحقيقاً بالحادثة التي أصيبت بها ليلة رأس السنة الطفلة "حلا الحاج أحمد علي" (10 سنوات) برصاصة طائشة من سلاح حربي في رقبتها أدخلتها الى مستشفى اللبناني الإيطالي، وأنها فتحت تحقيقاً لمعرفة مطلق النار على الطفلة وتوقيفه وإحالته، كذلك إحالة كل من أطلق النار للمحاكمة وبإشراف القضاء المختص..
بينما نقرأ بدم يغلي على إعلامنا فقط أعداد الضحايا، دونما استشراس لمحاسبة الفاعلين، اقرؤوها.. فهذه حصيلة أمس:
اللاذقية 40 إصابة وحالة وفاة، طرطوس 16 إصابة وحالتي وفاة شاب وامرأة، السويداء 3 إصابات فتيات، الحسكة إصابتين طفلة ورجل، حلب إصابة امرأة، حماه إصابة طفلة 9 سنوات، وقيل في دمشق 15 إصابة.