سيريانديز
على بعد كيلومترات قليلة من دمشق تستقطب مدينة جرمانا آلاف العائلات الهاربة من غلاء المعيشة والسكن في العاصمة والراغبة بمنطقة توفر لها احتياجاتها على مدار الساعة لكن الميزة تحولت مع مرور الوقت إلى تحد يومي أمام سكانها الذين يشكون دائما تردي الأوضاع الخدمية في المدينة.
القائمون على المدينة يعتبرون أن أي خدمة لا تكاد تلحظ في ظل العدد الكبير للقاطنين فيها حيث تتحمل جرمانا حاليا ثلاثة أضعاف الحجم المفترض لسكانها مؤكدين في الوقت نفسه وجود مشاريع كثيرة في مجالات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والتعبيد والتزفيت لتحسين واقعها.
سانا رصدت آراء عدد من سكان جرمانا حيث رأى مهند داوود أن الخدمات في المدينة سيئة لكنها أفضل من السنوات السابقة وهو ما أكد عليه اياد الحلبي الذي أشار إلى ان وضع الخدمات اليوم أفضل مع ازدياد رقعة الامان والاستجابة السريعة من البلدية لأي شكوى.
بدوره وصف علي أسعد الواقع الخدمي في المدينة بالمقبول مطالبا بتزويدها بفرن ثان ومراقبة وضع الكهرباء وتطبيق برنامج تقنين ثابت وعادل.
من جهته لفت رامي نصر إلى تردي وضع النظافة وضرورة توفير المحروقات مع حلول فصل الشتاء.
وسيم بهاء الدين أشار بدوره إلى أن المنتجات الغذائية والمعيشية متوافرة في المدينة وأسعار صالة السورية للتجارة “مقبولة نوعا ما وهي تناسب أصحاب الدخل المحدود”.
جرمانا التي تحولت إلى صورة مصغرة عن سورية خلال سنوات الحرب حيث نزحت اليها عائلات من مختلف المناطق ليتجاوز عدد السكان اليوم حسب رئيس مجلس المدينة المهندس خلدون عفوف “أكثر من مليون ونصف المليون بعد أن كان يتراوح بين 300 و500 ألف نسمة” وتزداد هذه الكثافة خلال ساعات الذروة نتيجة الإقبال على سوقها التجاري من المناطق المحيطة.
وقال عفوف لمندوبة سانا: “إنه في ظل الازدحام السكاني الكبير الذي تعاني منه المدينة فان اي خدمة تقدمها البلدية غير كافية” مبينا أن العمل جار على أكثر من قطاع لتحسين الواقع.
وبالنسبة لملف النظافة أوضح عفوف أنه بالتعاون مع محافظة ريف دمشق وجمعيات أهلية “تمت السيطرة على الوضع الذي كان مزريا ووصلت نسبة التحسن فيه إلى 80 بالمئة” حيث يتم ترحيل القمامة يوميا بعد أن يتم تجميعها بمكب الدخانية إلى دير الحجر.
وعن الخدمات الصحية كشف رئيس مجلس المدينة أن الورشات الفنية شارفت على الانتهاء من حفر أساس المشفى الوطني استعدادا لوضع القواعد لمواصلة المشروع الذي سيخدم المدينة بالكامل اضافة للمناطق المحيطة بها.
ويخدم مدينة جرمانا حاليا أربعة باصات نقل داخلي حسب عفوف الذي لفت إلى أنها غير كافية ولا سيما في ساعات الذروة الصباحية التي تشهد ضغطا كثيفا على وسائل النقل لذلك يتم العمل الان على توفير وسائل لنقل طلاب الجامعة من جرمانا إلى المزة بدمشق واصفا اياها بالحلول الجزئية غير النهائية.
ويعمل المجلس وفقا لرئيسه على معالجة مسألة الاشغالات البسطات الموجودة على طرفي الشارع العام والتي تعيق حركة المرور لافتا إلى تشكيل لجنة لدراسة وضع الأكشاك مع وجود دراسة مقترحة ليكون الشارع العام مأجورا للتخلص من مشكلة الاشغالات والازدحام.
وعن مشروع الصرف الصحي بين عفوف أن الشبكة قديمة والخطوط بحاجة إلى إعادة تأهيل وتم تبديل نحو 72 وصلة صرف صحي تتراوح أطوالها بين 20 و150 مترا كاشفا عن “مشروع صرف صحي ضخم” وهو قوس شمال شرق جرمانا يخدم المنطقة الشمالية كاملة دف الصخر والمزارع وأنجز منه نحو 80 بالمئة وسيوضع قريبا بالخدمة.
وفي سياق آخر أشار رئيس المجلس إلى تعبيد عدد من شوارع المدينة ومنها الشارع العام الواصل بين مدخل الحمصي وساحة اللواء الشهيد عصام زهر الدين بطول 280 مترا مبينا وجود دراسات لفتح كل الطرق التي تخدم المدينة كطريق جرمانا كشكول مع الاشارة لتنفيذ نحو 64 خط تصريف مطري.
وبالنسبة لمياه الشرب أشار عفوف لعدم وجود انقطاعات كبيرة في المياه التي تصل المدينة من منطقة تجمع آبار في دمشق إضافة إلى خط يخدم أحياء كشكول ودف الصخر والمزارع.
وبخصوص المواد الغذائية لفت عفوف لوجود عدد من الأفران العادية والسياحية بينها فرن رئيسي يغطي كامل أنحاء المدينة وأجزاء من محيطها كما تخدم وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك جرمانا من خلال أربع صالات موزعة في احياء الروضة والجناين والشارع العام وجانب الفرن الآلي تبيع المواد الغذائية والكهربائية والملبوسات “بأسعار مقبولة”.
وتعاني جرمانا من ظاهرة مخالفات البناء والتي ازدادت خلال سنوات الحرب مع نزوح الكثير من العائلات إلى المدنية حيث أكد عفوف أن العمل مستمر لضبط المشكلة من خلال “تعاطي جديد معها حيث يرفق ضبط المخالفة مع ضبط هدم”.
وعن مناطق دف الصخر والمزارع أوضح رئيس المجلس أنها مناطق مخالفات بنيت بداية الحرب وهي خارج المخطط التنظيمي لكنها حصلت اليوم على صفة تنظيمية مخالفات عشوائية وبناء عليه تتم دراسة مشاريع لتخديمها مبيناً أنه تم الانتهاء من تنفيذ مشروع الهاتف والمياه بالكامل وهناك تعاون بين وزارتي الكهرباء والإدارة المحلية والبيئة لتزويدها بشبكة كهربائية.
من جانبه أوضح مدير مخبز جرمانا الآلي أيمن حمدان أن طاقة الفرن الإنتاجية تصل يوميا إلى 27 طنا تغطي حاجة المدينة وقسما من بلدات الغوطة مشيرا إلى وجود ثلاثة خطوط إنتاج بالفرن لكن الخط الثالث لا يعمل بسبب نقص العمالة.
بدورها مديرة صالة تابعة للسورية للتجارة منار زيادة أشارت إلى أن الصالة تخدم اهالي المدينة وفيها عدة اقسام “خصوماتها دائمة وأسعارها مناسبة للمواطنين”.