خاص- سيريانديز- سومر إبراهيم
جميل أن تجتمع وسائل إعلام عديدة في باص واحد لإجراء زيارة لمنطقة ما ، والأجمل أن تكون تلك المنطقة لها خصوصية على مستوى سورية كلها، هي المحافظة التي انتصرت مرتين ورويت أرضها بالدم الطاهر مرتين.. الأولى قبل أربعين عاماً على العدو الصهيوني ، والثانية قبل فترة قصيرة دحرت فيها قوى الظلام والإرهاب المدعومة أيضاً من العدو الأول لسورية.
ما إن تصل إلى القنيطرة حتى ينتابك العديد من المشاعر المناقضة، أولها ارتياحك بجمال طبيعتها وهواءها النقي وكرم أهلها، والثاني فخرك بتحرير قطعة من الجسد السوري كانت مغتصبة ، والثالث غصة تتركها بقلبك تلك المراصد الموجودة في أعلى الجبال التي مازالت محتلة.
صباح أمس انطلقنا برفقة صحفيين ممثلين لـ 18 وسيلة إعلام محلية وبرعاية وإشراف اتحاد الصحفيين فرع دمشق لزيارة محافظة القنيطرة ، بيوم سميناه يوماً إعلامياً ، قصدنا في بدايته مبنى المحافظة وكان بانتظارنا محافظ القنيطرة همام صادق دبيّات وأعضاء المكتب التنفيذي فيها ، وفي لقاء أسري تحدثنا مع المحافظ عن واقع المحافظة الذي قدم لنا شرحاً مفصلاً أوضح فيه خصوصية المحافظة التي نفضت مؤخراً عن عباءتها الخضراء غبار الإرهاب وخرجت منتصرة، وأثنى على دور الإعلام في نقل الحقيقة ووقوفه إلى جانب الجيش العربي السوري في تحقيق النصر، لافتاً إلى أن التوجه في هذه الفترة هو لإعادة تأهيل ما خربه الإرهاب وتحصين كافة القطاعات والنهوض بها من جديد من خلال الدعم الحكومي التي حظيت به المحافظة وخاصة بعد الزيارة الأخيرة للوفد الوزاري برئاسة رئيس الحكومة والمتابعة المستمرة من قبل اللجنة المكلفة رئاسة وزير الإسكان.
وبيّن دبيّات أن المحافظة وضعت خطة تنموية تتألف من ثلاثة محاور أولها تأمين السكن والثاني يتعلق برفع سوية الخدمات والثالث توفير فرص العمل، منوهاً أن المشروع الأهم الذي انطلق فعلاً هو المدينة الصناعية في الحلس التي تم تقسيمها إلى 260 مقسماً تم الاكتتاب على 70% منها وفيها ميزات إضافية عن بقية المدن الصناعية من حيث سعر المتر البالغ 20700 ليرة والسماح بـبناء 3 طوابق وقبو في مساحة 60% من المقسم، بالإضافة إلى البنى التحتية التي يتم تنفيذها الآن بأفضل المواصفات ، منوهاً إلى ضرورة تشجيع المستثمرين والصناعيين في القطاع الخاص والقطاعات الحكومية للاستثمار في القنيطرة نظراً لأهمية موقعها وقربها من العاصمة، مما يساهم في إحيائها.
وأكد دبيات على الاهتمام بالقطاع الزراعي كونها محافظة زراعية حيث تم البدء بتشجير خط وقف إطلاق النار بأشجار حراجية مثمرة، واستزراع السدود بالإصبعيات السمكية ، وإقرار إنشاء مبقرتين واحدة لإنتاج الحليب والألبان والثانية لإنتاج اللحوم، بالإضافة إلى توفير كافة مستلزمات الزراعة واستصلاح الأراضي المتضررة.
وكانت المحطة التالية في الرحلة الإعلامية برفقة عضو المكتب التنفيذي محمد الجبر إلى موقع عين التينة المواجه للجولان السوري المحتل ، وبعدها زرنا سرية الصمود السرية الرابعة التي قدمت أكثر من مئة شهيد والتي تحطم على أسوارها الترابية المتواضعة مشروع الكيان الصهيوني وادواته الإرهابية بربط المنطقة الجنوبية بريف دمشق الغربي وإقامة منطقة عازلة، وقال قائد السرية والثقة بادية على ملامحه: ماحدث هنا لا نستطيع صياغته بالكلمات بل هو إحساس سيرافقنا طيلة حياتنا.
والتقينا بعدها مدير معمل النفايات الصلبة عبد الغني جعفر والذي شرح آلية العمل والخدمات التي يقدمها وأهمية المعمل في المحافظة.وبعدها انتقلنا إلى المدينة الصناعية في الحلس القيد الإنشاء والتقينا مدير المدينة المهندس حسين طنيفر الذي تحدث عن المنطقة الصناعية وفرص اﻻستثمار فيها والتسهيلات التي تقدمها المحافظة لجذب الصناعيين والمستثمرين للمحافظة.
وزرنا بعدها المدينة الرياضية بمدينة البعث واختتمنا رحلتنا الصحفية بزيارة مدينة القنيطرة المحررة منذ عام 1973 و الشاهدة على همجية العدو الصهيوني وما خلفه من دمار وما خلفته المجموعات الإرهابية المدعومة من الكيان الصهيوني من أضرار ودمار للبنى التحتية، ووقفنا أمام النصب التذكاري للرئيس الخالد المؤسس حافظ الأسد حيث رفع علم الجمهورية العربية السورية بعد تحريرها.
و قدّم المحافظ درعاً تذكارياً للزميل محمود وسوف رئيس فرع دمشق لاتحاد الصحفيين الذي بدوره قدّم هدية تذكارية للمحافظ عربون شكر وتقدير، وأكد وسّوف أن هذه الرحلة تندرج ضمن خطة الفرع لجمع وسائل الإعلام في يوم سمي اليوم الإعلامي كنوع من التوثيق الموحد للمنطقة التي تتم زيارتها وتسليط الضوء عليها من كافة النواحي ، بالإضافة إلى أهمية اجتماع صحفيين من مختلف وسائل الإعلام مما يكرس حالة اجتماعية مميزة.