مجد عبيسي- سيريانديز
نظمت الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان بالتعاون مع مديرية الإعلام التنموي في وزارة الإعلام وصندوق الأمم المتحدة للسكان ورشة العمل بهدف بناء قدرات الإعلاميين في مجال التعامل مع القضايا والبيانات السكانية.
كانت الورشة ذات طابع حواري، ركزت على أهم الصعوبات والتحديات التي تواجه الإعلاميين في الحقل السكاني، لعرض أهم المؤشرات السكانية، وما هي محدداته الرئيسية للمؤشر، وماهية المؤشر وشرحه بشكل رئيس. والمصادر الرئيسية للحصول عليها وكيف يمكن استقراء تحركات أو صعود أو نزول هذه المؤشرات الخاصة بالسكان.
وناقش المشاركون -البالغ عددهم بضعة وثلاثون إعلامياً وإعلامية من مختلف وسائل الإعلام العامة والخاصة- في اللقاء الذي عقد في حديقة تكنولوجيا المعلومات بدمشق الصعوبات والتحديات التي تواجههم في إعداد المادة الإعلامية لجهة الحصول على الأرقام الإحصائية وتحليلها وآلية التعامل مع الأرقام السكانية، كما اطلع الاعلاميون على المؤشرات التنموية وأهداف التنمية المستدامة وفق الرؤية السكانية وجهود الجهات المعنية بإجراء المسوحات الدورية المتعلقة بقضايا السكان والتنمية.
افتتح الورشة معاون ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية الدكتور عمر بلان، حيث أشار إلى التعاون المثمر بين الصندوق والجهات المعنية بقضايا السكان في سورية وفق خطط مدروسة.
وأكد على دور الاعلام في زيادة الوعي وإيصال رسائل اعلامية صحيحة ودقيقة لنشر مفاهيم الصحة الانجابية ومناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي وتعزيز قدرات الشباب وغيرها من القضايا السكانية الاخرى وهذا يتطلب توفير بيانات دقيقة يعتمد عليها الإعلامي ليقدم رسالة اعلامية مناسبة تسهم في التنمية.
وأشار رئيس الهيئة السورية لشؤون الاسرة والسكان الدكتور أكرم القش إلى أهمية نقل المعلومات بشكل سليم ولا سيما الأرقام المتعلقة بالقضايا السكانية لكونها تعبر عن مدلولات ومؤشرات تم الوصول إليها عبر اجراء مسوحات ودراسات احصائية وفق مناهج علمية وبحثية محددة وليس عن وجهات نظر لافتا إلى أن الهيئة وعبر موقعها الالكتروني ستقوم بنشر الدراسات والأبحاث التي أجرتها حول قضايا السكان قريبا للاستفادة منها.
وأوضح القش أن مصادر البيانات السكانية هي مصادر رسمية من بيانات المكتب المركزي للاحصاء وبيانات السجل المدني وبيانات المسوح والدراسات والبحوث والتقارير المحلية والعربية والدولية المعتمدة إضافة إلى بيانات من مصادر غير رسمية وهي البيانات الاحصائية المنبثقة عن المسوح والدراسات والتقارير المحلية والعربية غير المعتمدة مؤكدا ضرورة استخدام الأساليب العلمية في إنتاج ومعالجة وتحليل الرقم الاحصائي وأن يكون الإعلامي على دراية كافية بالأرقام المصطلحات التي يستخدمها في مادته الاعلامية وتوظيفها بالشكل المناسب.
من جانبه اعتبر مدير عام مؤسسة الوحدة للصحافة والنشر والطباعة زياد غصن أن القضايا السكانية مصدر غني للمواد الصحفية لكونها مؤثرة في مجمل السياسات العامة للدول والحكومات مشيرا الى ان معظم المواد الاعلامية التي تنشر حول قضايا السكان غير متابعة من قبل الجمهور المستهدف ومكررة ومستهلكة ومليئة بالأرقام الجافة دون تحليلها لذلك يجب على الصحفي اختيار افكار جديدة تقدم قيمة مضافة للمادة الصحفية إضافة إلى الابتعاد عن العموميات والتركيز على القصة الانسانية وتعريف المصطلحات السكانية للمتلقي ببساطة.
وأكد غصن أن العمل الاعلامي في اي مكان يواجه صعوبة الحصول على المعلومة رغم وجود تشريعات تنص على حقه بالحصول عليها لذلك مهمة الصحفي وواجبه الحصول على البيانات والمعلومات مهما كانت المشقة لافتا إلى ضرورة توسيع دائرة التأهيل والتدريب لتنمية مهارات وخبرات الصحفيين في مختلف القطاعات ولا سيما أن الإعلام الوطني اليوم يواجه تحديات ومسؤوليات كبيرة .
وبين مدير الإعلام التنموي في وزارة الاعلام عمار غزالي أن الإعلام التنموي يعطي القضايا السكانية أولوية وأهمية خاصة عبر ورشات العمل التدريبية ليقدم الإعلام دوره في نشر التوعية وتسليط الضوء على هذه القضايا مشيرا الى انه ستتم اعادة نشر دليل المصطلحات السكانية الذي نشر عام 2005 وتطويره نحو كيفية اعداد تقارير اعلامية حول هذه القضايا ونشر إعلانات لنشر مفاهيم القضايا السكانية.
وأضاء وضاح ركاد مدير السياسات السكانية في الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان على أهم المؤتمرات الدولية للسكان والتنمية، لافتاً إلى أنه في شهر تشرين الأول القادم سيعقد مؤتمر وزاري في بيروت لمناقشة قضايا السكان .
وأضاف ركاد في تصريح خاص لسيريانديز على هامش الورشة أن الآفاق المستقبلية المرجوة من هذه الورشة، رؤية العمل المشترك بين الهيئة ووزارة الإعلام بشكل عام، كإعلام رسمي وخاص ووسائل تواصل إجتماعي، وبالتالي هناك آليات عمل مشتركة.
ولاحقا سيكون هناك تحقيقات صحافية حول القضايا السكانية، وستكون هناك مسابقة لأفضل ثلاثة تحقيقات لمواضيع سكانية معينة، كالزواج المبكر مثلاً أو الاستقرار والنزوح السكاني وقضايا مجتمعية ذات صلة مثل الواقعات الحيوية التي قد تكون ظواهر كظاهرة الطلاق مثلاً وآثارها على المجتمع.. ومثل هذه الظواهر الديموغرافية ستكون بشكل أساسي توصف السكان. ودور الإعلامي حين يدرس هذه الظاهرة ويحقق بها وهو مدرك لأبعادها ومحدداتها وخلفياتها.