رسام محمد
نسبة كبيرة من المجتمع السوري تقف الآن أمام خيارات المستقبل للأبناء الحاصلين على الشهادات الإعدادية والثانوية .
الخطأ المتكرر من جيل إلى جيل يتلخص في عدم تمييز الأهل وبالتالي الطالب ما بين رغباتهم والامكانات الفعلية للطالب .
ليست المرة الأولى التي نقول فيها ان النظام التعليمي وبالتالي الامتحانات لا تعكس بالضرورة امكانات الطلاب ولا تلبي احتياجاتهم الحقيقية ولكن ليس أمامنا الا القبول بهذا النظام التعليمي الذي يفرز بالنتيجة مستويات تتراوح بين الممتاز والضعيف واذا أردنا الإنصاف فإن هامش الخطأ في قياس مستويات الطلاب ليس كبيرا .
نسبة كبيرة من الأهل يستاؤون من معدلات التسجيل في الثانوية العامة فيسعون للحصول على استثناءات أو تغيير السكن أو التعليم الخاص وهنا نظلم الطالب بأن نضعه في تعليم فوق مستواه فيكون عرضة للفشل ولنتحدث بصراحة اكثر عن مثال يظهر أثر العاطفة السلبي على الأولاد فالدولة كرمت الشهداء في أبنائهم وبالتالي كانت مدارس أبناء وبنات الشهداء لجميع الناجحين في الإعدادية مهما كان مجموعهم وهذا أدى إلى حالات فشل ورسوب وتراجع في المستوى العام ولو تم إيجاد صيغة أكثر دقة لتكريم أبناء الشهداء وفق مستوياتهم الحقيقية لكان ذلك أفضل فالتعاطف وحده لا يكفي .
وفي التعليم العالي يبدو الوضع افضل لأن الهامش ليس كبيرا بين الحالات الاعتيادية والاستثنائية ولكن المشكلة أن الاختيار غالبا يكون متوافقا مع المجموع ويندر ان يسجل طالب مقبول في الاختصاصات الطبية في الهندسة أو الاقتصاد أو الحقوق لأن عقل المجتمع يسير بهذا الاتجاه .
نقول للأهل وحتى للقائمين على التعليم العالي تابعوا تطورات سوق العمل في العالم ستجدوا ان مهنا واختصاصات بأكملها ستندثر خلال سنوات
فما نفع من يدرس اختصاص طب مخبري قد تلغي التكنولوجيا القادمة الحاجة اليه وما نفع مهنة الدليل السياحي اذا كان في يدك هاتف محمول يرشدك إلى كل مكان ويعطيك عبر «غوغل» اية معلومة تريدها
كلمة أخيرة:مستقبل أولادنا لا يقاد بالعواطف بل بالعقل فقط .