سيرينديز- آية قحف

يعاني الكثيرمن ذوي الاحتياجات الخاصة من مشكلات عدة في تعاملهم مع محيطهم ، ولكن هناك من حاول ان يبدد هذه الصعوبات أمامهم بإعطائهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم واكتشاف الجوانب المضيئة في شخصية كل فرد منهم ، إنها المعلمة و الأم ماري البدين

 

وفي لقاء مع مدرسة لغة الإشارة ماري وضحت بأنها موجهة اختصاصية لمادة علم الأحياء،  ومنذ عام 1981 اتخذت قرارا بتعليم أصحاب الإعاقة بأشكالها المختلفة سواء السمعية والبصرية والجسدية  مادة العلوم وذلك في معاهد المعوقين التابعة لوزارة التربية ومدارس أبناء وبنات الشهداء ، فيما اختارت بأن يكون عملها طوعيا من دون أي مقابل مادي ، مؤكدة بأنها تنفذ وصية والدها بإعطاء جل خبرتها وعلمها لمن يحتاجها . 

وبينت البدين بأن التعامل مع المعوقين له أساليب خاصة به والاستجابة للعلم تختلف بحسب كل حالة ، إذ يتم استخدام الوسائل التعليمية الملموسة والأفلام والمجسمات واللوحات لإيصال الأفكار بالشكل المناسب ، مضيفة بأنها تتقدم بالشكر لوزارة التربية لتعاونها الكبير وتقديمها للمعهد ما يحتاجه من ومعدات وغيرها .

ونوهت ماري بأنها تتجه للقاعات الامتحانية لشهادتي التعليم الأساسي والثانوية العامة لتقرأ لهم الأسئلة وتجيبهم عن أي استفسار ،  وذكرت أنه في كل سنة دراسية تكون النتائج ما بين الجيد والمتوسط ، معبرة عن فرحها الشديد لكل طالب منهم حاول اثبات نفسه مهما كان ظرفه الصحي ، مؤكدة بأنهم إضافة للجانب العلمي يمتلكون مواهب عدة مثل الغناء والعزف والرسم والتمثيل .

ولفتت البدين بأنها مصابة بمرض السرطان ولكن هذا لن يثنيها عن ممارسة عملها الشغوفة به ، وعبرت عن إصرارها على مواصلة عملها وتقديم علمها وفائدتها للطلبة رغم كل ما  تتعرض له من ظروف صحية ، بالإضافة للانتقادات الشخصية  الساخرة حول نوعية عملها ومدى تأثيره عليها ، مبينة بأن علاقتها مع الطلبة جيدة جدا تقوم على المودة والصداقة وهذا يعطيها دافعا للاستمرار لانها بنت عملها وعلمها من الحب والشغف وستواصل ذلك لتصنع الأمل والطموح  لدى تلامذتها من الحب ذاته  .

وهكذا عكست المعلمة ماري الجانب الانساني لديها وكم أنها معطاءة ،  ومستعدة لتقدم كل ما لديها في سبيل خدمة وطنها وأبنائه ، وكل ذلك لتكون عنصرا فاعلا في هذا المجتمع .