رسام محمد
يقول كولن ولسن في كتابه الشهير رحلة نحو البداية: (إن فرحة شابة صغيرة ترقص رقصتها الأولى لا تقل عن فرحة قائد عسكري جلب النصر لبلده).
ويقول أحد الوزراء كما نقل عنه: (إن السعادة لا ترتبط بحجم الانفاق)!!!!
من هذين القولين سننطلق للحديث عن أطفالنا المحرومين من الفرح ونحن في عطلة الصيف وعلى مشارف العيد نتساءل أليس من حق الأطفال الفقراء أن يفرحوا ولو بمقومات بسيطة ودونما انفاق؟
إن دور الدولة والمنظمات الشعبية والجمعيات الخيرية الأساسي هو تأمين متطلبات العيش الكريم للمواطن الفقير وإن ضحكة الطفل أثمن بكثير من ثوب جديد فكيف سنصنع الفرح للأطفال؟
الشيء الأكيد أن وزارة السياحة إلى الآن لم تنجح في تحقيق خططها لتأمين السياحة الشعبية للفقراء وفي مقدمتها السياحة في شواطئ مجانية تضمن احترام المواطن وقد تحولت تلك الشواطئ بقدرة قادر إلى منتجعات ومطاعم من ذوات النجوم.
لقد كانت الرياضة الشعبية المجانية ثروة للبلد قدمها القائد الخالد، فنرى في دمشق وحدها مدناً رياضية كاملة مثل الجلاء وتشرين وبالفيحاء التي تحولت لمدن استثمارية للأغنياء فقط ولم يعد بإمكان ذوي الدخل المحدود دخولها.
كما أن الاتحاد الرياضي لم يستفد من عائداته الاستثمارية -التي باعها للقطاع الخاص ولا من مهرجانات التسوق وعائداتها- للترفيه أو بناء جيل رياضي عماده أبناء الطبقة الأقل دخلاً.!
كما أن الجمعيات الخيرية التي تستشرس للحصول على أموال المنظمات الدولية لتنفقها في مشاريع غير ذات جدوى تستهدف فئات قليلة من ذوي الحالات الخاصة وتترك جيلاً من الأطفال الأصحاء دون تقديم برامج تبقيهم أصحاء نفسياً ويشعرون بالفرح!
ونسأل هنا عن دور منظمة طلائع البعث التي تحتفل كل عام بتنسيب مئات الآلاف من التلاميذ للمنظمة ثم تتركهم وشأنهم حتى أنها سلمت معسكراتها طواعية كمراكز إيواء بدل أن تستبسل للقيام بدورها في تقديم الفرح والترفيه وتنمية المواهب للأطفال السوريين.
ننظر في وجوه الأطفال الباحثين عن ضحكة وسط الملل وفي وجوه أهاليهم العاجزين فنتأكد من أننا نسير في الاتجاه الخاطئ.
كل ما نقوم به لا يعادل قيمة رسم ضحكة على وجه طفل فقير ولا نظنها مكلفة إلى هذا الحد؟
أليست هذه الضحكة جزءاً أساسياً من إعادة الإعمار؟.