بين الخبير الاقتصادي أستاذ كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور عابد فضلية أن أغلب العائلات السورية تنفق في شهر رمضان على الغذاء ضعف ونصف إنفاقها عليه في الأشهر العادية، على أقل تقدير، وذلك لأسباب كثيرة منها وجود من يقوم بدفع زكاة أو طلب زائد على سلعة محددة من منطلق مكافأة الصائم لنفسه، كما أن الإنفاق يتضاعف بالمجمل.
ونوه فضلية بأن السبب يرجع أيضاً إلى تعدد وتنوع الغذاء على المائدة الرمضانية وارتقاء نوعية الغذاء وليس استهلاك كمية مضاعفة من المادة نفسها وهذا يسبب نوعاً واضحاً من الهدر، إضافة إلى مصاريف أخرى وتحضيرات عيد الفطر أو ملابس الأطفال أو التزامات أخرى.
وقال فضلية: إن ارتفاع الأسعار يطال السلع التي يكون عليها الطلب الأكبر خلال شهر رمضان، معتبراً أن الارتفاع والانخفاض بالأسعار يعود لأسباب عديدة منها أحوال الطقس بين الحر والبرد، وهناك سلع موسمية، مع اختلاف أنواع الطلب مع بداية شهر رمضان عن فترة النصف الثاني، وهذا بالتالي ينعكس تبعاً لكمية العرض والطلب، مشيراً إلى أن الأسعار ترتفع بنسبة ازدياد الطلب على سلع معينة.
وأوضح فضلية أن الأمر لا يخلو من حالات الاستغلال التي يمارسها البعض من التجار بحق الصائمين نظراً لشدة الطلب في شهر رمضان، معتبراً أن قيمة الليرة المنفقة على السلع المرغوبة بشدة لدى الصائم تكون أقل من الأحوال العادية، بسبب ازدياد حاجته لأنواع معينة من السلع، الأمر الذي لا يدفع المستهلك للتدقيق و«المفاصلة» كثيراً على الأسعار نظراً لوجود الحاجة والرغبة معاً.
مضيفاً: هذا ما يسمى بـ«منفعة السلعة» أو «نظرية المنفعة»، وهي تعود لأسباب عديدة منها أن الصائم نظراً لحالة الصيام تكون لديه رغبة شديدة في استهلاك السلعة، وهذه الرغبة الشديدة تجعله مستعدا لدفع مبلغ أعلى.
وحول توصيف واقع الأسعار في الأحوال الطبيعة وشهر رمضان، أكد فضلية ضرورة مراقبة الأسواق وضبط الأسعار، مضيفاً: حصل خلال الأسابيع الأخيرة ارتفاع نوعاً ما لبعض أنواع السلع وبشكل خاص السلع غير الموسمية والتي ارتفع سعرها عالمياً، مشيراً إلى عدم ازدياد الأسعار بشكل عام كتضخم، منوها بأن الأسعار تشهد حالة من الهدوء خلال الفترة الأخيرة كما يوجد هناك سلعاً انخفض سعرها نسبياً.