سيريانديز_فراس زرده
أكد الإعلامي والمحلل السياسي"غالب قنديل"اليوم أن التحليل السياسي يتطلب ثقافة وإطلاعا ومراجعة لكل وجهات النظر لاستكشاف تطورات الحدث ورسم الخيارات المحتملة لهذا الحدث ويجب أن تكون الخبرات التي يملكها المثقف أو الإعلامي ملكا عاما لأن التفاعل هو الذي يغني ويرسخ قيما مشتركة في أداء المهام.
وبين"قنديل"في محاضرة له في مبنى نقابة المهندسين حول التحليل السياسي وأهدافه ومفهومه وغاياته نظمها معهد الإعداد الإعلامي بدمشق حول إعداد المحلل السياسي أن المحلل السياسي يحتاج لمثابرة ومراجعة للكثير من الصحف والمقالات المختلفة ومراكز الدراسات ومتابعة المواقع المؤثرة التي تعكس مراكز القرار والإستفادة من مخزون ثقافي متجدد يراكم عليه يوميا في الفكر السياسي وعليه ان يركز على تناول الظواهر السياسية واستخدام لغة بسيطة في خطابه للمتلقي سواء أكان مكتوبا أو مشافهة مباشرة ويجب ان يكون الخطاب المباشر رشيقا ومكثفا قدر الإمكان وبأقصر الجمل لإيصال الفكرة مع الإلنزام بالفكرة التي يتحدث عنها وعدم الخروج عنها ما يشد المشاهد إليه .
وركز"قنديل"في محاضرته على أهمية لغة المصطلحات في التحليل السياسي وكيفية التعامل معها حيث اعتمد الإعلام المعادي دائما على هذه اللغة وتعميم المصطلحات المضلله لتشويه الصورة والحقائق في سورية لتحويل الصراع فيها إلى حرب طائفيه وضرب وحدة الشعب وتشويه الوعي وتضليل المواطن مثل إستخدام مصطلحي"الثورة الشعبية والتمرد المسلح"ما يستدعي من المحلل السياسي تفكيك هذه المصطلحات لتحصين المواطن من المخططات التي تستهدف وطنه وعليه دائما إختيار تعابيره بشكل علمي في توصيف الواقع .
واوضح أن على المحلل السياسي دائما إنتقاد نفسه وتمحيص الأشياء والمفاهيم والأفكار التي تعرض عليه بعين ناقدة لتبيان أهدافها ومراميها وبالتالي حذف ما هو مؤذ وأخذ ما هو مفيد فضلا عن ضرورة الإبتعاد عن المبالغة وعدم التنبؤ لما لذلك من أهمية في إعطاء المصداقية لافتا إلى أن التحليل ليس خطابا ولا تصريحا ولا يمكن للمحلل أن يبني موقفا من خلال الخطاب أو التصريح لأنهما مختلفان عن التحليل وإنما على المحلل أن يدفع المتلقي إلى إعتناق موقفه الذي يريده من خلال الحقائق والمعلومات والأدلة والبراهين التي تؤدي إلى الإستنتاج وتكمن براعة المحلل في التعبير عن الموقف بشكل غير مباشر وسلس عبر نقل الوقائع مع المراجعة الدائمة لأدائه وأن يكون متواضعا ومستمعا لنقد الآخرين له. وأشار"قنديل"إلى أن مرحلة الإعمار القادمة في سورية بعد تحقيق المصر على الإرهاب ستطرح موضوعات ج++ديدة في التحليل السياسي والإقتصادي وغيرها من المجالات ما يقتضي التطور والمزيد من المعرفة والقدرة على الحوار مع الآراء المختلفة التي قد تكون مستفزة لكسب الرأي العام وهنا تكمن مهمة المحلل في تفكيك الرأي الآخر وخفاياه وما يضمره ويتعارض مع مصلحة الوطن .
وأكد"قنديل"أن سورية في مرحلة النصر النهائي وهي في الفصول الأصعب لأن المواجهة تدور مع القوات الأمريكية الحامية لقوى الإرهاب وهي مرحلة تحتاج لمزيد من العزيمة وقوة الإرادة وهذه المرحلة ستتوج وستكرس إستقلال سورية ودحرها للإرهاب
. وفي تصريح لسيريانديز بين مدير معهد الإعداد الإعلامي"معين إبراهيم"أن الدورة بدأت أمس ومستمرة لخمسة أيام لمختلف الشهادات المعنية بالعمل السياسي في اللاذقية وللراغبين في الإنخراط بالعمل السياسي حيث يحاضر في الدورة أساتذه مختصين من سورية ولبنان وهم الأساتذه في جامعة دمشق الدكتور أحمد شعبان والدكتور عبد القادر عزوز والدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي وغالب قنديل والدكتور قاسم حدرج من لبنان اضافة لمحاضرته هو . يشار إلى أن معهد الإعداد الإعلامي يعكف على إجراء مثل هذه الدورات في المحافظات السورية للراغبين وهذه هي الدورة الثانية بعد محافظة دمشق .