كتب رئيس التحرير
بعد الجدل الكبير الذي أثاره المقال السابق الذي اعترضت فيه بشدة على تركيز الحكومة بشكل لافت على اتخاذ اجراءات تستهدف شخصاً واحداً معتبراً أن دور الحكومة هو القضايا الكبرى أما معالجة أمور الأشخاص المتهمين بشيء ما أو المذنبين أم الأبرياء فهذه مهمة جهات أخرى..
لقد شعرت بأسف كبير عندما أبلغني أشخاص أجلهم وأحترمهم أن الرسالة التي تلقوها،وتلقاها الكثيرون ،هي أنني أدافع عن مهند السمان ولأجله هاجمت الحكومة مجتمعة،وشعرت بالأسف أكثر إذ علمت أن السيد رئيس مجلس الوزراء وبعض السادة الوزراء ظنوا أنني أتحدث عن الأشخاص والمقامات وهذا أمر يجعلني مضطراً للتوضيح من منطق الاحترام للقارئ و أصحاب القرار ولقلمي الذي لا أملك أثمن منه..
ليعد الجميع إلى تاريخي،لم أوجه كلمة مسيئة لأحد،ولم أتهم أحداً بالفساد أو أشكك بوطنيته،ولم أتطاول على أي مقام،بل تعاملت مع القرارات والاجراءات التي تعجبني أو لا تعجبني من منطلق خبراتي ومسؤولياتي،وهذه ثوابت لن تتغير..
وبالتالي إذا كان هناك قارئ واحد في العالم تلقى الرسالة بصورة خاطئة فواجبي الاعتذار والتوضيح..
الانتقاد يتعلق بمجموعة قرارات واجراءات معلنة وليست سرية استهدفت بالنهاية مجموعة جهات يجمع بينها شخص واحد هو السيد مهند السمان، وليس سراً أن هناك حالة انتقامية معلنة تمثلت بتعيين الشخص الذي نشب الخلاف بينه وبين اتحاد شركات التأمين برئاسة السمان مؤيداً باتهامات موثقة يصبح-قبل انجلاء الصورة-مديراً عاماً لسلطة الدولة في قطاع التأمين لتظهر الصورة الانتقامية التي لم تقف الحكومة فيها على الحياد..!!
هذه القرارات هي موضع الانتقاد،وهي التي وصفتها بأنها قرارات "قزمة" لأنها لا تتناسب مع حجم حكومة سورية التي أغار عليها لأنها حكومة بلدي التي أريدها بحجم التحديات وهموم المواطن..والأهم أننا لا نريدها أن تشكل (سابقة)تتيح للحكومة أو مؤسساتها التدخل في شؤون الاتحادات والغرف والشركات الخاصة والجهات الدولية بصورة غير قانونية فهذا سيفقدنا ثقة الناس والمستثمرين.
من يراجع ما نكتبه في سيريانديز وبورصات وأسواق يعرف أننا نعتبر الكثير من القرارات والاجرءات التي اتخذتها الحكومة لصالح المواطن هي قرارات عملاقة، ولم نمتدح أو نهاجم الأشخاص بل تعاملنا مع القرارات والاجراءات بقدر قربها أو بعدها عن مصلحة الوطن والمواطن..
لم يتصل بنا أحد من الحكومة ليقول لنا أنكم "أنصفتمونا"،بل تلقينا انتقادات من الشارع ومن جمهور الفيسبوك بأننا نحابي الحكومة ورئيسها،بل وصف أحد الزملاء الحكومة بأنها "حكومة أصدقاء القحف" لشدة ارتباطي بصداقة أعضائها وما نكتبه بايجابية عنها..
على الصعيد الشخصي والمهني أنا أكن كل الود والاحترام للمهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء ،بحكم تاريخه الجيد ومنصبه الموقر والود الذي أتلقاه منه،والأهم لأنه –كما وصفه صديق ثقة-يملك بوصلة صحيحة-وهذا أهم من التفاصيل والاجراءات اليومية التي قد تصيب أو قد تخطئ،وواجبي تقديم الاعتذار للشخص والمنصب إذا تم فهمي أنني أقصده كشخص بأي عبارة قاسية،فالمعارك الشخصية ليست من اختصاصي بل واجبي تقديم الرأي والنصيحة..
ملاحظة أخيرة: مهنتي هي الصحافة،و عندما تم تعييني بقرار من رئيس مجلس الوزراء السابق كنت أملك ترخيصين وأعمل كرئيس تحرير بل و حصلت على موافقة رسمية بالعمل خارج أوقات الدوام الرسمي..
كما أنني أحفظ القوانين جيداً واستمعت والتزمت بكلمة السيد الرئيس بشار الأسد المتعلقة بدور الإعلام،وأعتقد أن عملي كمستشار لا يمكن اعتباره منصباً رسمياً أو النظر إلي كـ(مسؤول في الدولة) لأن مهمتي تقديم الأفكار المستندة لخبرتي لصاحب القرار ،وعندما يتم فرض خيار واحد علي فطريقي واضح للغاية..
http://syriandays.com/?page=show_det&select_page=80&id=53003