تميزت الدورة الثالثة من معرض إعادة إعمار سورية بازدياد أعداد الدول العربية والأجنبية المشاركة عن الدورات السابقة حيث بلغ عددها هذا العام 23 دولة من دول بريكس والاتحاد الأوروبي والدول العربية في حين كانت 11 دولة العام الفائت وهو ما يدل على اتساع رقعة الأمان والاستقرار في سورية واقتناع الكثير من الدول والشركات الخارجية ببدء التعافي الاقتصادي وعملية البناء والإعمار في سورية التي باتت من أهم الأماكن الواعدة للاستثمار في المنطقة.
ومن الدول المشاركة في المعرض الذي تنظمه مؤسسة الباشق لتنظيم المعارض والمؤتمرات الدولية بالتعاون مع وزارة الأشغال العامة والإسكان للسنة الثالثة على التوالي في مدينة المعارض البرازيل وإيطاليا والصين والهند وإيران وبيلاروس ومقدونيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا وإسبانيا وفنزويلا واليونان وباكستان وإندونيسيا وجنوب أفريقيا وعدد من الدول العربية هي لبنان ومصر والأردن والعراق والإمارات وعمان.
ومن اللافت أن هذه الشركات الخارجية شاركت من خلال “إداراتها الأساسية وليس عبر وكلائها”.
ويقول رجل الأعمال سليمان مهملات المقيم في ايطاليا منذ 40 عاماً في تصريح لمندوبة سانا إن الشركات الحاضرة من إيطاليا تمتلك تقنيات عالية في البناء وطرق العزل الحراري والبرودة وخاصة لخزانات البترول إضافة إلى تقنيات الطاقة البديلة لإنتاج الكهرباء وهندسة البناء والعمار المتميزة بانخفاض التكلفة ومدة الإنجاز وأنها مضادة للزلازل والأعاصير.
وأكد مهملات أنه من واجب كل سوري في الخارج أن يكون سفيراً لبلده ويساعد بكسر الحصار عنها وإيصال حقيقة أن سورية تحارب الإرهاب مبيناً أنه يعمل أيضاً مع وفد طبي ايطالي لتقديم المساعدات في مجال التطعيم وتطهير المستشفيات وغرف العمليات في سورية.
منور راضي من السفارة الاندونيسية بدمشق أوضح أن اندونيسيا تشارك هذا العام في المعرض من خلال شركة “ويكا” الحكومية المختصة بإعادة الإعمار والبناء والأعمال الهندسية منوهاً بازدياد عدد المشاركين الخارجيين الذين رآهم في المعرض عن الدورات السابقة.
وتسجل الشركات الإيرانية أكبر حضور في معرض إعادة الإعمار هذا العام حيث بلغ عددها 25 شركة متنوعة الاختصاصات وفي تصريحه لمندوبة سانا أوضح الصناعي محمد من شركة بولار الإيرانية المختصة بإنتاج المدافئ والسخانات الشمسية والكهربائية والثلاجات أن الشركة تنوي اعتماد وكيل لها قريباً في دمشق نظراً لأهمية السوق السورية في المرحلة المقبلة بينما أشار جابوري من شركة بيتروشينغل الإيرانية إلى أن الشركة تنتج مواد للبناء والاعمار إضافة إلى الصناعات البتروكيميائية والزجاجية وتزود الشركة بمنتجاتها عدة دول منها ألمانيا وبريطانيا والإمارات والهند والصين.
وبالنسبة للتوجه نحو السوق السورية أوضح جابوري أن بعض العقبات التي فرضتها الظروف التي تمر بها سورية أثرت على توريد منتجات الشركة إلى
سورية ومنها ما يتعلق بالنقل وأسعار الصرف لافتاً إلى أنه “تم التواصل مع وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية” للاتفاق على بعض التسهيلات والإجراءات التي تسهم في التصدير للسوق السورية بالفترة القادمة مضيفاً “إنها زيارتي الأولى إلى سورية والناس هنا حميميون ولطفاء ولا نشعر عندما نعاملهم أنهم يعانون من حرب”.
وأعرب باسم عبد الله مدير مبيعات شركة الجوزاء لتجارة مواد البناء الإماراتية عن سعادته بكون شركته من أوائل الشركات الإماراتية المشاركة بمعرض إعادة الإعمار مضيفاً “سعيد بأني سبقت باقي الشركات الإماراتية لأنهم لم يكونوا يتوقعون هذا الاقبال والنتائج الإيجابية للمعرض فمنذ الأيام الأولى كانت هناك موافقات مبدئية على بعض المشاريع وسنفتح مركزا اقليميا بسورية في الفترة القادمة ولدينا خطة ل 5 سنوات لبناء مصانع وخطوط إنتاج في سورية”.
وبين عبد الله أن الشركة مختصة بإنتاج المواد المتعلقة بالتشطيبات النهائية بالمشاريع السكنية مثل الأسقف المعلقة والمستعارة والألمنيوم والجدران المستعارة منوهاً بالحركة النشطة والمكثفة التي تشهدها سورية لإعادة إعمارها بمواصفات عالمية.
ورأى المهندس حبيب صقر من بيروت ممثل شركة بي بي ستراكشز اللبنانية أن الهدف من المشاركة في المعرض للمرة الثانية على التوالي المساهمة بإسراع إعمار سورية من خلال تقنيات التشييد السريع ومراكز مسبق الصنع والاجهاد مشيراً إلى وجود تواصل مع عدد من المقاولين والمهندسين منذ الدورة الماضية للمعرض حيث تم عقد ما يقارب 25 لقاء لوضع أسس للتعاون في مجال التشييد السريع واستخدام التقنيات الحديثة دون الحاجة إلى يد عاملة متخصصة.
بدوره أشار جوني ندوم من شركة دهانات ايكو اللبنانية إلى تأثير الإقبال الكبير الذي حدث في معرض دمشق الدولي الشهر الماضي على تشجيعهم وتحفيزهم للمشاركة بمعرض إعادة الإعمار مبيناً أن الشركة تعمل من خلال المعرض على البحث عن وكيل لها في سورية نظراً للإقبال الحاصل على منتجاتها من قبل أصحاب المشاريع والشركات الراغبة في إعادة الإاعمار.
وتقدم شركة “لقاء” لرجال الأعمال خدمات عدد من الشركات التجارية والصناعية اللبنانية منها شركة ايتكو لمواد البناء والدهانات والعزل والمواد اللاصقة وشركة دارك هوم لتنفيذ المشاريع الهندسية وشركة ريما فورلايت للإضاءة وفق تصريح زينة سعيد من جناح الشركة في المعرض لمندوبة سانا والتي أوضحت أنها مشاركتهم الثانية في سورية بعد معرض دمشق الدولي وأن الدول العربية والغربية المشاركة في معرض إعادة الإعمار تضفي أهمية خاصة عليه.
وتستمر فعاليات المعرض لغاية ال 23 من أيلول الجاري بمشاركة 164 شركة متخصصة بالبناء ومعداته والبيئة والطاقة والصحة والتعليم والسياحة والزراعة والاتصالات وتقنيات وتكنولوجيا المياه والأمان والمعلوماتية وشركات التأمين والخدمات البنكية.