كتب:أيمن قحف
من يفتح صفحات سيريانديز على مدار عام مضى سيرى كم اهتممنا بكل تحركات ومتابعات وقرارات وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عبد الله الغربي..
البعض اتهمنا بالتحيز والمبالغة،ونحن كنا نراها تشجيعاً للعمل الميداني ومكافحة الفساد وتحريك المياه الراكدة..
الآن،وقد مضى عام على تسلم الوزير الغربي منصبه،هل حان وقت البحث عن النتائج وتقييم العمل؟
السؤال الكبير اليوم:هل تحسنت حياة المواطن حقاً،وهل تأثرت الأسواق؟
هل تحسن واقع المؤسسات والأداء؟
هل أجدت عشرات الاعفاءات والتغييرات نفعاً وهل كان الجدد أفضل حقاً من القدامى؟!
سأترك الاجابات التفصيلية لمناسبات أخرى وربما تأتينا آراء متخصصة أيضاً،ولكن سأضع أداء الوزير الغربي-الذي لا أشك في إخلاصه وولائه ووفائه ونقائه-على مسطرة مشروع الاصلاح الاداري،أو على الأقل المبادئ العامة التي طرحها السيد الرئيس ..
السيد الرئيس تحدث عن الحاجة لأداة قياس ليكون التقويم صحيحاً،وهنا نسأل:كيف يتمكن الوزير الغربي من تقويم وتقييم أداء العاملين والمديرين وما هي أداة القياس التي يستخدمها؟
لقد قام الغربي بمئات التغييرات حتى الآن لم يفهم أحد حتى الآن على أي اساس اعتمد ليعفي أو ليكلف-مع العلم أنه توجد أزمة واضحة في تأمين البدائل؟!!
لا ندري كيف يدخل الوزير الافران أو الصالات ليشبع العاملين كلاماً قاسياً وتهديداً واتهامات بالفساد والتقصير وليس في يديه ورقة أو تقرير أو أداة لتقييم الأداء؟!!
هل في يده مؤشرات وأدوات قياس حقيقية لجودة الخبز وكميات الهدر أو الوفر،هل يدخل في حساباته أن العامل البسيط الذي هاجمه بكلام قاس كان يقف 12 ساعة في صيف قائظ أمام النار ليقبض 500 ليرة عن يومه وهو غير مثبت وليس له أي حقوق؟!!
هل هذا إصلاح إداري وفق رؤية الوزير الغربي؟!!
هل يستطيع الوزير أن يشرح لنا كيف يقوم أداء مدير صالة في السورية للتجارة أو عامل في مطحنة وما هي أدوات القياس والتقويم؟
هل يستطيع أن يظهر لنا الفوارق"الاثني عشر"بين من أعفاهم ومن كلفهم؟!!
هل لديه مسطرة يقيس فيها تطور الأداء وتراجع الهدر والفساد وتطور الانتاجية؟
هل أتيح له خلال عام أن يتعرف على معاونيه ومديريه المركزيين في ظل غيابه المستمر في الميدان بينما عليه في الدرجة الأولى أن يكون قائد فريق وزارته ومركز عملياتها في مكتبه؟
أعتقد أن فترة عام تكفي لنهاية الاستعراض ولنبدأ تقييم النتائج بجرأة وصراحة..
برأينا أنها سنة (show) وثبت أن مسلسل "يوميات مدير عام"لا ينتمي للواقع وأن "الكبسات"لا تصنع إدارة ولا إصلاح إداري ولا انتاجية،وأن التغيير بقصد التغيير ليس وسيلة فعالة ومجدية،والمهم أن الصراخ والتهديد والاتهامات ليست من وسائل "الاصلاح الاداري"!! وأختم بجملة بسيطة:سيدي الوزير ..لست أنت الوحيد الذي يملك الوطنية والحرص على المال العام ومصلحة المواطن والمعرفة في هذه الوزارة...لا تعامل أركان وزارتكم والعاملين فيها وكأنه أشخاص غير صالحين وغير وطنيين ومجرد فاسدين وفاشلين،فقد يكون كثير منهم أفضل مما تتوقعون بكثير،وقد يكون آخرون أسوأ مما تتوقعون بكثير!