في ذلك الصباح حيث كان المطر لم يُعلن بعد رحيله النهائي .. يرسم ابتسامات على الوجوه، فهذا ينبئ عن موسم جيد .. كانت تلك السيدة بوشاحها الأبيض تتجه بخطوات ثابتة إلى حيث اجتمعت نسوة أخريات .. بضحكات وأحاديث ..أرواح قوية ينبع الصمود من داخلها .. كلهن نشاط وحركة .. يسرن الطريق إلى أن وصلن إلى الورشة التي لم تكن تبعد كثيراً.. لكل مكانه .. وصورة أمامه ..إنها لفقيد غالٍ.. يكملن درب نضاله.
بدأ العمل بكل نشاط وبحرفية ومهارة .. الوقت يمر .. ليكلل الجهد .. بمنتجات تُعرض في البازارات ولتحظى مبادرة "ورد وغار" التي ترعاها مؤسسة أمانة الشهيد الخيرية بدعم من شركة سيريتل بفرصة تسويقية لهذه المنتجات وبالتالي المساهمة في دعم منتجات بلادنا وخيراتها.
المشاركة الأولى لمنتجات "ورد وغار " كانت بكنيسة مار جرجس – التجارة من 25 لـ27 تشرين الثاني وبعدها ببازار نادي الشرق من 5 لـ8 كانون الأول لتكون المشاركة الثالثة بكنيسة الصليب بالقصاع بـ 9 و10 كانون الأول بأجواء اتصفت بروح الميلاد.. فرح وأمل.
الإقبال على منتجات "ورد وغار " الذي شهدته هذه البازارات يَعد بمستقبل مزدهر بصناعة سورية محلية بأيدي أبنائها وهذا ما أكده السيد جهاد بريمو عضو مجلس الأمناء في مؤسسة أمانة الشهيد الخيرية:
"لإيماننا بأن الشهداء أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر وهم من ضحوا بأرواحهم ليحافظوا على أرواحنا
ولأن من واجبنا ومسؤوليتنا الوقوف بجانب أسرهم وذويهم، تم إطلاق مبادرة ورد وغار لصناعة منتجات غذائية من خيرات الأرض السورية، هذه المنتجات سوريّة بكل امتياز ونشهد جودتها اليوم ضمن البازارات بإقبال الناس لشرائها."
ولأن شركة سيريتل شركة رائدة في دعم المشاريع التي تهدف في مضمونها لدفع عملية التطور والوقوف إلى جانب أبناء سورية قلباً وقالباً كان لنا حديث مع السيدة فاتن شلبي رئيس قسم المسؤولية الاجتماعية: "مبادرة ورد وغار التي أطلقت عام 2014 لأسر شهداء الجيش العربي السوري والقوات المسلحة، نشهد اليوم تواجد منتجاتها التي صنعت بأيديهم ومن أرضهم ببازار الميلاد في نادي الشرق وبعدها كنيسة الصليب بعد الإقبال الذي حظيت به في بازار الميلاد الأول في كنيسة مار جرجس والتي تعتبر فرصة لتسويق وترويج هذه المنتجات وإطلاقها مستقبلاً كمشروع وطني يدعم الصناعة السورية والإنتاج المحلي."
روح الميلاد .. روح المبادرة والتعاون والفرح كانت الروح السائدة في جميع البازارات .... هذه الروح التي تميز بها فريق سيريتل المتواجد .. شبان في مقتبل العمر فتراهم يسعون بكل محبة لبيع هذه المنتجات ..وكلهم ثقة وإيمان بأن ما يقومون به هو لهدف سامٍ .. دعم أسر الشهداء والوقوف بجانبهم.
مبادرة "ورد وغار" كانت فكرة .. تجسدت على أرض الواقع .. واليوم نحصد ثمار الجهد .. وكلنا أمل بسورية .. الشمس التي تبث شعاعها في قلوب أتعبها حقد الحاقدين.