كتب:رئيس التحرير
لماذا لا نكون مثل دير عطية؟
هو سؤال يدور في خلد أي زائر لهذه البلدة التي اختارت التفرد والتميز بكل التفاصيل؟
لماذا لا نكون مثل دير عطية؟!!
سؤال جوابه بسيط:لأننا لا نحب بلداتنا ومدننا وقرانا مثلما يحب أبناء دير عطية بلدتهم!
وبشكل أدق:المحبة ليست مجرد مشاعر،إنها سلوك وشعور بالمواطنة يبدأ من القلب والعقل لينتهي بسلوك حضاري يجعل المحيط أفضل..
أنا طرحت على نفسي هذا السؤال بالأمس،جولة لأقل من ساعتين برفقة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السيدة ريمه قادري على مشروعين اجتماعيين:دار لرعاية المسنين و قرية نموذجية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة،أماكن لا تبدو كنشاط جمعيات خيرية بل كفنادق خمس نجوم في بلاد متقدمة؟!!
فريق عمل رائع من السيدات والرجال والشباب يعملون بإشراف وإلهام سيدة عظيمة ترفض أن تتحدث للإعلام أو أن يذكر أحد دورها،تحمل على أكتافها تعب السنين لتحوله إلى روح شباب يحفز الجميع علىعمل أفضل..هذه هي دير عطية ووجهها الاجتماعي..
في قاعة من المدرسة النموذجية،ثمة طفل اسمه علي البسو،معه مرض اسمه "حثل مادة بيضاء"منعه من المشي والنمو الطبيعي،بعد اشهر من العمل المتقن المحترف من الجهاز الطبي والفني أصبح علي يمشي اليوم ولا أحد يمكنه أن يصف ملامح الفرح على وجه علي وهو يستتع بخطواته الأولى التي ظن أنه حرم منها للأبد؟!!
في النبك صورة جميلة أخرى..إنهم يحتفون بالعقول الشابة المتفوقة الذين سيكونون سلاحنا في مواجهة تحديات المستقبل..
أهالي النبك،ومغتربوها صورة أخرى ناصعة لشعب السوري المؤمن بالحياة وببلده...وفصة الشاب أحمد طالب –من ذوي الاحتياجات الخاصة-الذي كرموه متفوقاً حاز على شهادة الهندسة المعلوماتية قصة تروى لإرادة الحياة ودعم المجتمع وتماسك الأسرة..
في تفاصي رحلة الأمس القلمونية و تكريسا لدور الدولة الراعي للجمعيات الأهلية ودور القطاع الأهلي والخاص في دعم مفهوم التفوق ، أقامت الجمعية الخيرية الاجتماعية في النبك بالتعاون مع أهالي النبك المغتربين حفل تكريم للطلبة المتفوقين بحضور السيده ريما قادري وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث دعت القادري القطاع الأهلي لزيادة الاهتمام بدعم العلم والمتفوقين الذين يبنون الأوطان ، وأثنت القادري على الطلاب وذويهم الذين يعتبرون العلم سلاحهم لمواجهة تحديات المستقبل.
وأكدت القادري على أهمية العلم و التفوق ودور المجتمع الاهلي والمغتربين في رعاية المتفوقين ، و شمل الحفل توزيع دروع تقديرية ومبالغ نقدية على المتفوقين ،كما تضمن كلمات لكل من رئيس الجمعية راسم طالب ومفتي النبك الشيخ محمد ياسر الحافظ وكلمه للمتفوقين القتها الطالبة شهد عمر قبلان وأخرى للمغتربين القاها السيد تميم الزيبق ،كما قدمت الفرقه المسرحية لمدينة النبك مسرحية بعنوان"العلم والجهل".
بدوره تحدث رئيس الجمعية راسم طالب عن أعمال الجمعية التي تتضمن صندوق الزكاة الذي بلغت مساعداته للأسر المحتاجة ولأسر ذوي شهداء الجيش أكثر من 30مليون ل .س لحوالي 1386 عائلة وتوزيع حوالي3000 سلة غذائية على أهالي النبك والمهجرين ومساعدات صندوق العافية حوالي 2'2مليون ل .س وصندوق كفالة اليتيم حوالي مليون ونصف ل.س وصندوق التعليم حوالي مليونين ونصف ل.س ل 29طالبا والنادي التعليمي الذي يساعد حوالي 200 طالب .
كما قامت القادري بزيارة وتكريم بعض أسر الشهداء في النبك.
هذا وشملت جولة السيده الوزيرة دار المسنين في القرية. النموذجية لذوي الاحتياجات الخاصة في دير عطية ،مؤكدة خلال جولتها أن تجربة دير عطية في العمل الاجتماعي تشكل حالة لافتة يمكن تعميمها في مختلف المناطق.
وأضافت القادري أنه سيتم اعتماد الدار والقرية كحاضنات اعمال للمشاريع الخيرية والانسانية ضمن مشروع الوزارة لرفع جودة الخدمات الاجتماعية ، منوهة بمستوى الاتقان في المكان والتعامل مع الأشخاص وحالة الألفة وروح الأسرة ،حيث أن حالة الانسجام تؤدي الى الاطمئنان بأن المستفيدين في أيد أمنية.
أخيرا وجهت القادري خلال زيارتها بتعزيز القدرة الاستيعابية لخدمة كل المنطقة والاهتمام بنقل التجربة إلى مناطق أخرى وتعميم برامج مكثفة لمدة مؤقته تتضمن تدريب الأهل على رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
والجدير ذكره أن دار المسنين تستوعب حوالي42 سيدة من عمر مادون 60عاما ويتكون كادرها الاداري والفني من 13عاملا.
وبينت السيدة نضال حاج ابراهيم مديرة الدار أنه بسبب الوضع الحالي لايوجد في استضافه الدار سوى من(5-7) سيدات وتقوم بتقديم الخدمة لسيدات منطقة القلمون وتقوم بالرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية والترفيهية.
من جهة أخرى أكد الدكتور سامر جهشان المدير الطبي للمدرسة النموذجية لذوي الاحتياجات الخاصة أن عدد الأطفال المخدمين يتجاوز 200طفل تحت 18سنة وتقدم خدمات شاملة لهم من خلال مقاييس وبرامج عالمية في مجال العلاج الفيزيائي والنفسي الحركي والنطق والكلام ،وتضم مكتبة مركزية تحوي حوالي 15 ألف كتاب، وتضم مشغل للخياطة يؤمن فرص عمل للعائلات الفقيرة.
شارك السيده الوزيره في جولتيها على النبك ودير عطية كل من السيد راتب عدس نائب محافظ ريف دمشق وأعضاء من مجلس الشعب والمكتب التنفيذي والسيد مستشار الوزيره للشؤون التنموية والاعلامية أيمن القحف ومديرة الشؤون الاجتماعية والعمل فاطمة رشيد