خاص – سيريانديز – سومر إبراهيم
أقام مركز دمشق للأبحاث والدراسات « مداد » اليوم محاضرةً للباحث والكاتب سامي كليب حول كتابه "الأسد بين الرحيل والتدمير المُمنهج ، الحرب السورية بالوثائق السرية"، وذلك في مدينة الشباب - قاعة ديونز بدمشق، بحضور العديد من الشخصيات المهمة ووكالات الإعلام والسياسيين والمحللين والكتّاب.
وفي تصريح خاص لسيريانديز أوضح كليب أنه تم طباعة الطبعة السابعة من الكتاب الذي زار معظم الدول العربية وكل المعارض وتم توزيع وبشكل استثنائي حوالي 12 ألف نسخة منه وهي سابقة في تاريخ الكتب العربية ، وهذا يشير إلى مسألة مهمة أنا الناس تريد أن تقرأ الرواية السورية بمنطق اكثر واقعية ووثائقية ومرجعية ، مبيناً أنه اعتمد النهج الموضوعي إلى أقصى حد في الكتاب والبحث الأكاديمي بعيداً أن يكون مجرد رأي .
وأضاف كليب : كثر الحديث أن ما يحدث في سورية ليست مسألة داخلية فقط وإنما هناك تآمر ولكن لم يقدم أحد وثائق فعلية أو محاضر جلسات تؤكد ما الذي كان مطلوباً دولياً من سورية حتى يصار إلى تدميرها لاحقاً ، حيث تأتي أهمية هذا الكتاب كونه يتضمن الكثير من الوثائق والمحاضر السرية ومراجع كثيرة من الكتب الاجنبية ، لأنه وللأسف الشديد كل ما كتب عربياً عن سورية منذ بداية الحرب عليها كان ضدها وذلك نتيجةً لموقف سياسي ليس مبنياً على الحقائق ، وجاء الكتاب لكي يقول أن ما حدث ليس فقط مشكلة اصلاحات ومظاهرات وأخطاء ولتكون سبباً لكل ما حصل من دمار و لإدخال مئات الآلاف من الإرهابيين وفتح الحدود وشن حملة إعلامية وتسهيل وسائل التواصل الاجتماعي لنشر فيديوهات وكلام إجرامي وقتل وسحل وإجرام لإرهاب الناس ، بل هناك حقيقة أخرى لم يشأ أحد الحديث عنها بكتاب علمي موضوعي إلا بعض الكتب الأجنبية ، وهذا الكتاب حاول ان يقول إذا كان هناك جزءً مما حصل في سورية مرتبط بتآمر خارجي لنرى ما هو هذا التآمر المرتبط بوثائق .
وعن سبب تأخر وصول الكتاب إلى سورية قال كليب : هناك عدة أسباب منها رغبة ايصاله الى الدول العربية لاطلاع القارئ العربي على حقيقة ما يحصل ، كون السوري يعرف إلى حد ما ما يحصل ولو أن جزء من الحقائق غائبة عنه ، لأن الكارثة كانت هي التحول السريع في المشهد العربي حيال سورية أما الأن فنستطيع ان نقول أن الأمور عادة إلى نصابها ولو جزئياً .
وقال كليب أيضاً لا أعتقد أن ثمة عربي يؤمن بعروبته وإنسانيته سواء أكان كاتباً أو باحثاً أو مفكراً أو مثقفاً أو صحفياً أن يكون شاهداً على كارثة تحصل في قلب العروبة النابض ويبقى مكتوف الأيدي ، وأنا لا أقبل أن أرى امتدادنا وسندنا العربي يدمر دون أن أفعل شيئاً .
واستعرض كليب خلال محاضرته تفاصيل كتابه وتحدث عن بعض الوثائق الذي يتضمنها ، ومن ثم وقع على جميع النسخ التي تسلمها الحضور ، منوهاً أنه تم الاتفاق مع السوريين لطباعة نسخة تتناسب في سعرها مع الجميع لتصل الحقائق إلى كل بيت سوري ، قائلاً : نحن مستعدون لتوزيعها مجاناً لكل من لا يستطع شراءها .
وأكد الباحث والاستاذ الجامعي الإيراني مسعود رسولي لسيريانديز على أهمية هذا الكتاب حول الحرب على سورية ، وأن هناك توجه من المثقفين السوريين للاطلاع على هكذا كتب قيمة ، ونحن في عصرنا نحتاج لتوثيق هذه الحرب كيف بدأت ولماذا حصلت وتطوراتها وارتباط ذلك الدولي والإقليمي ضمن مؤامرة كونية ، ولكن نحن على ثقة بأن الأمور تسير بالاتجاه الصحيح وأن الشعب السوري سيتجاوز هذه الحرب منتصراً .
يشار إلى أن الباحث والكاتب كليب درس الدكتوراه في الإعلام وتحليل الخطاب السياسي في جامعة السوربون الفرنسية بعد حصوله على ماجستير في فلسفة الإعلام والأدب الفرنسي من الجامعة نفسها، ويقدم كتابه هذا قراءة جديدة للأزمة السورية ومعطياتها ويحتوي وثائق تنشر للمرة الأولى يحاول فيها الكاتب البحث عن حقيقة وجوهر الصراع الحاصل في سورية
كما يختصر أبرز الأسباب الداخلية والخارجية للحرب في سورية وعليها، انطلاقاً من وصول الدكتور بشار الأسد إلى سدة الرئاسة مروراً باجتياح العراق ووصولاً إلى الحرب السورية، ويشرح مفصّلاً واحدة من أسوأ حروب القرن أصابت هذا البلد العريق والمحوري بتدمير مُمنهج خدم إسرائيل قبل غيرها، وأظهر أبشع صور الصراع الدولي والإقليمي.