سيريانديز- مكتب اللاذقية- رشا ريّا
خمس سنوات من الحرب لم تستطع كسر عزيمة السوريين, فما زال كل فرد من أفراد هذا الشعب يقاوم على طريقته ومن موقعه, ولا يزال هناك من يستطيع زرع البسمة على وجوه السوريين, مثبتاً أنَّ الفن قادر على الوقوف بوجه الرصاص, مؤكداً انتصار ثقافة الحب على بربرية الحرب, مروراً بالعديد من المحافظات ووصولاً إلى دار الأسد للثقافة في اللاذقية, كانت فعالية "مهرجان طريق النصر" تثبت أحقيّة الشعب السوري في الفرح, والحياة الآمنة فعلى أرض سوريا دون غيرها ما يستحق الحياة, الغناء, والرقص لأجله, افتتاحية الفعالية كانت راقصة, ثم أتى الغناء ليكمل المشهد الراقي ويأسر ألباب الآخرين.
يزن جبور (مدير نادي حكايا الفن) تحدث لسيريانديز عن الإختلاف بالعروض بين محافظة وأخرى, ففي كل محافظة كان يوجد فرقة معينة, أحياناً من المحافظة ذاتها وأحياناً من محافظات أخرى, ولكن الظروف الحالية منعتنا من الذهاب إلى محافظة ثانية, فبقينا ممثلين الفعالية باللاذقية فقط, ومع الأيام القادمة سيكون هنالك وجود لفرقتين من خارج اللاذقية ضمن نفس الفعاليات.
جبور الذي عبّر عن سعادته باسم (طريق النصر) الذي اختارته وزارة الثقافة كعنوان للفعالية, لأن الشعب السوري يحتاج للنصر بأي شكل من الأشكال, يحتاج للخلاص, مترحماً على أرواح الشهداء ومؤكداً أنَّ العمل الفني مقاومة من نوع خاص, ومن خلاله يبرهن الشعب السوري بطريقة غاية في الرقي على أن لا مكان للتطرف بيننا.
مشكلة الصوت التي لاحظها وعلّق عليها أغلب الحضور تحدث عنها السيد يزن أيضاً خلال حديثه لسيريانديز مشيراً إلى التسهيلات الكبيرة التي قدمها المركز الثقافي, والجهد المبذول من قبل القائمين والعاملين فيه, إلّا أن المشاكل التقنية وخصوصاً الصوت تقف عائقاً أمام تحقيق نجاح كامل لأي عرض يقام في اللاذقية, ولم يستطع إلّا التعبير عن حزنه عند صعوده المسرح خوفاً من ضياع التعب خلف الأخطاء التقنية, متمنياً إيجاد حل لها فعمل الموسيقيين أجمل بكثير من الصورة التي يصل بها للجمهور.
"حكايا الفن" نادي رفض منذ بدء الأزمة الإعتراف بوجودها, وعلى الرغم من الجدّية والإلتزام الموجودين في النادي خلال الدروس والتدريبات إلا أنَّ العمل الجماعي, والأسرة المتفاهمة كما وصفها جبور لا يمكن تشتيتها, الأستاذ مع الطالب وأهل الطالب يشكلون عائلة خاصة ضمن عالمهم المميز.
خريجة المعهد العالي للغناء شذى محمد المعروفة بغنائها للأوبرا, تخرج عن تجربتها الأوبرالية للمرة الأولى التي وصفتها بثقة -كانت بادية على محيّاها منذ أول لحظة وقفت بها على المسرح, حتى لقائنا بها- "كنت واثقة من نجاحي, فالمطرب الناجح هو من يستطيع غناء جميع الأنواع والألوان وليس محصوراً ضمن نطاق معيّن".
الكاريزما, والصوت الجميل جعل الجمهور ينجذب لإحدى الشابات -التي تظهر للمرة الأولى على المسرح مع الموسيقى-, سواء عند غنائها مع الكورال أو غنائها الفردي, وتلبية لرغبة الحضور غنت مرة أخرى وقد اكتست ملامحها بالخجل, زينة حسن التي عبرّت عن صدمتها بردة فعل الحضور, ولم تستطع وضع مشاعر السعادة التي تعيشها في كلمات.
رسم الجميع طريق النصر بخطى واثقة, طموحة, وكلها أمل أنَّ سوريا ستنتصر بجميع أطيافها وسيبقى السوريون مثالاً للصمود.