سيريانديز - طرطوس – سعاد سليمان
زينت جدران صالة طرطوس القديمة على الكورنيش البحري خلال الاسبوع الماضي 35 لوحة فنية .. هي نتاج الفنان محمود ضاهر القادم من حمص يقدم معرضه الفني لأهل طرطوس تحت اسم – من ذاكرة الريح - ..
لماذا هذا الاسم وهل للريح ذاكرة ؟؟
أسأل الفنان اللطيف .. سمة أهل حمص ..
وبلكنته الحمصية يجيب مبتسما : للريح علاقة مع الانسان , الارتباط الوثيق بالمرأة , الريح ليست يدا , الريح راية كما يقول أدونيس .. الريح تكسر الاغصان كما يقول الفنان الضاهر ..
ولأن المرأة تملأ لوحاته الزيتية ذات الالوان الشفافة الضبابية الغارقة بالأزرق والموف والزهر تأخذك إلى الرومانسية وكأنك تقرأ الشعر , وأنت ترى جسد امرأة جميلة يتمايل في ضباب اللون ورقته .. يقول الفنان :
المرأة عنصر أساسي في تكوين لوحتي , واللون يدل على وجودها .. الازرق وعلاقته مع الالوان الاخرى يصنع ما أريد .. هي لغة حوار بين لون حار وآخر بارد .. المرأة هي الشيء الجميل في الحياة وقد كانت في بدء التاريخ آلهة تعبد .. آلهة للخصب وآلهة للحب والعطاء وو
ورث الفنان هذه القدسية للمرأة ليقول أن رائحة ملابسنا فيها أنثى , وتفاصيل حياتنا تحمل الجمال حين تحمل مسحة أنثوية .. معلنا ارتباط روحه بالأنثى مؤكدا أنه كلما كانت المورثات الانثوية داخل الرجل كثيرة كان أجمل .
عن ضبابية الاسلوب في لوحاته قال :
هي جزء من فكرة .. هنا الانسان غير واضح المعالم والملامح والهوية .
الشكل الضبابي هدفي , لأن التفاصيل حالة من الثرثرة الفنية .. ويؤكد أن الحياة اليوم في سورية تعكس حالة الموت , وفي حمص حيث ينتمي الفنان ويعيش , وحيث كانت مدينة الثقافة تعكس الحياة الثقافية الجميلة .. قتلت الحرب الحياة مع ما قتلت من روحنا وقتلت كل ما هو انساني وجميل .
هنا في طرطوس ما تزال المدينة تملك ملامح الحياة رغم الموت .. لذلك قبلت بل فرحت بالفرصة التي قدمتها لي جمعية العاديات بطرطوس لأعرض أعمالي ضمن حياة ثقافية واضحة .. هي دعوة تكفيني ولا أطلب المزيد .
كيف تولد اللوحة ؟؟
يقول الفنان : هي فكرة أعمل عليها .. وهي غالبا ما تكون دراسة لتكوين المرأة , أنقلها إلى القماش , لأجد بعد أن أبدأ بالعمل وفي كثير من الاحيان تغير للفكرة بكاملها .
هو الفن .. فأنا لا أحمَل لوحتي حكاية .. لست أديبا .. أنا فنان , والبعض يريد مني حكاية لكل لوحة .. لوحاتي لا تحمل حكاية , للوحتي فكرة قد تكون الحب الذي أجسده كما أراه في امرأة , في لون يعكس حالة حب .. كالشعر .. لوحتي تعلم الحياة .
محمود ضاهر فنان تشكيلي من حمص .. بدأ يرسم منذ طفولته , ولم يكن يعلم أن خربشاته وتقليده لرسوم كتبه المدرسية هي ما يعرف بفن الرسم خاصة وأن أهله كانوا يرفضون خربشاته وشغفه بالرسم , ويعتبرونه مضيعة للوقت الذي يجب أن يملأه بالدراسة .. ولأنه عنيد – كما يقول – استمر بالرسم .
اليوم .. وفي غرفة صغيرة فوق سطح بيته في حي الزهراء الذي شهرته الحرب والتفجيرات القاتلة صنع مرسمه .. هناك يصنع جوه الخاص والطقس الفني ويرسم .. يقول : هناك أجد نفسي بين نتاجي وأمام لوحاتي .
عن مشاركاته بالمعارض قال : كانت لي العديد من المشاركات في معارض جماعية , وأقمت معرضا فرديا في حمص عام 2010 وفي طرطوس مع الفنان علي محمد واليوم .. أنا هنا معكم .