بالتعاون مع بنك الشام، المصرف الإسلامي الأول في سورية، عقد معهد الشام العالي ندوةً بعنوان: «الاستثمار بالاقتصاد الإسلامي وأثره بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية»، وذلك يوم الاثنين 11 نيسان «2016» في قاعة الشيخ محمد بشير الباني بمجمع الشيخ أحمد كفتارو بدمشق، بحضور مدير عام بنك الشام السيد أحمد اللحام، ومدير معهد الشام العالي الدكتور محمد شريف الصوّاف، ونائب رئيس مجمّع الشيخ أحمد كفتارو للشؤون العلمية والدراسات العليا الدكتور عبد السلام راجح، والأستاذ عدنان الأفيوني نائب رئيس مجمّع الشيخ أحمد كفتارو للشؤون الطلابية والإدارية، و130 طالباً وطالبة.
قدّم الندوة الأستاذ أحمد فايز الطباع رئيس قسم الاقتصاد في معهد الشام العالي، من جانبه ألقى الدكتور أحمد الحسن رئيس هيئة الرقابة الشرعية في بنك الشام كلمةً أكد فيها على صحوة المجتمعات لأهمية البنوك الإسلامية، التي نظّمت أسس التعامل بين المصرف والمتعامل القائمة على المشاركة في الأرباح والخسائر والجهد، بدلاً من أسس التعامل التقليدي القائم على مبدأ المديونية (المدين/ الدائن) وتقديم الأموال فقط دون المشاركة في العمل، وأن البنوك الإسلامية بقدر ما تقوم بالمرابحة بقدر ما تقوم بالاستثمار.
وتضمنت الندوة محاضرة تفاعلية قدّمها السيد ماجد العظمة معاون مدير عام بنك الشام للخدمات المصرفية، ركز فيها على تعريف الاقتصاد والاستثمار والإنتاج، ومفهوم الكفاية الاقتصادية ومعدلات النمو والتضخم، كما تناول أثر زيادة الاستهلاك على الدخل، والآثار الاقتصادية للاستثمار بالصيغ الإسلامية كزيادة الإنتاج، ومحاربة التضخم، وزيادة التشغيل، وخلق فرص عمل، والتوزيع العادل للثروة، وكذلك الآثار الاجتماعية للاستثمار من حيث تخفيف الطبقية الاجتماعية، وتعميق الترابط الأسري، وتخفيف معدلات الجريمة، كما تطرّق العظمة إلى نظرية (كينز) في الاقتصاد والتي ظهرت بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، والقائمة على مجموعة أسس أبرزها: أن البطالة أمر غير طوعي، وتحميل الحكومات مسؤولية التخلص من حالات الركود الاقتصادي، وذلك عن طريق زيادة الانفاق أو خفض الضرائب وإلا فإن الاقتصاد سيكون عاجزاً عن تصحيح نفسه بنفسه.
وفي ختام الجلسة فُسح المجال أمام الحضور لطرح تساؤلاتهم، حيث سأل أحد طلاب قسم الاقتصاد فيما إذا تتبع البنوك الإسلامية مذهباً معيناً في الدين الإسلامي، وبدوره أجاب الدكتور أحمد الحسن موضحاً: "البنوك الإسلامية لا تخرج عن المذاهب الفقهية، ولكنها لا تلتزم بمذهبٍ واحد، هي فقط تلتزم بالمعايير الشرعية".
وأفادت الآنسة هبة حاج عبد الله – طالبة في قسم القانون بمعهد الشام العالي، حول أهمية الندوة بالنسبة لطلاب الحقوق بأنها كانت مثمرة وغنية جداً، فهي المرة الأولى التي يطلع بها الطلاب على نظرية (كينز)، كما أنه من الضروري جداً تعميق المعرفة لدى طلاب الحقوق حول آلية عمل المصارف الإسلامية والفروق بينها وبين البنوك التقليدية، وخصوصاً للطلاب الطامحين للعمل في مجال الاستشارات القانونية لدى المصارف.