سيريانديز - مكتب اللاذقية - هاشم سهيل ابراهيم
تجاورت تضحياتهم في صور على الجدار، مختزلةً رحلة نضال ارتقت بهم إلى أسمى المراتب الإنسانية، هم الشهداء الذين غابوا عن ذويهم ليكونوا أمانة في عنق الدولة والمجتمع .
رابطة أبناء وبنات الشهداء في اللاذقية ، فتحت الباب لنا كي نسأل وتجيب عن واقع أسر الشهداء في المحافظة ومشكلاتهم، والمسؤوليات التي تتحملها الرابطة لتحسين حالهم .
الدكتور مازن زوان رئيس رابطة أبناء الشهداء تحدث لسيريانديز عن رحلة الرابطة منذ تأسيسه لها عام 2012، فأعضائها أربعون متطوع من اسر الشهداء، تشاركوا الهم والرؤى والتطلعات، خدمة لمئات اسر الشهداء.
ويشرح رئيس الرابطة آلية العمل التي تشمل محاور عدة، منها متعلق بالدعم النفسي والاجتماعي الذي تحتاجه أسرة الشهيد، من خلال برامج و فعاليات تكرس قيم الشهادة وتمجد الشهداء .
التدريب والتأهيل محور أخر تركز عليه الرابطة في بناء ذوي الشهداء وإكسابهم مهارات عدة، كدورات الحاسوب والتمريض والخياطة والبرمجة العصبية وصناعة الصابون وغيرها، معتمدين بالدرجة الأولى على العمل التطوعي من قِبل المدربين والجمعيات الأهلية المشاركة .
ولا يخفي د.زوان تحفظه على ما يشوب عملية تكريم أسر الشهداء، فيشير إلى ظاهرة اسر الشهداء ( غب الطلب )، تُكرَّمُ خلالها أسرٌ لاعتبارات شخصية ولاكثر من مرة، فيما تبقى أخرى منسية وبعيدة عن منابر التكريم .
السيدة شادية رحال زوجة الشهيد العميد علي محمد عضوٌ في الرابطة، تحدثت لنا عن معاناة أخرى تواجه الكثير من ذوي الشهداء فيما يتعلق بعقود توظيفهم، فبين إجابات مبهمة وأبواب موصدة تنتظر الكثير من الأسر معالجةَ هذا الملف، ولعل إجابة ( وإن يكن شهيد ) من وراء مكاتب بعض الموظفين هي أخر ما تحتاج لسماعه اسر الشهداء خلال مراجعاتهم .
تساؤل أخر حملتنا إياه السيدة رحال : هل يليق بزوجة شهيد أن تنتظر في طابور مزدحم لاستلام معونة غذائية بدل إيصالها إلى بيتها كأقل تقدير لتضحية من فقدت ؟ ثم تعود لتكمل بغصة : هذه الطريقة تجرح ذوي الشهداء ولا تكرمهم .
ولم تَغفَل الرابطة عن شكر الجهات الرسمية وغير الرسمية التي تتعاون معها كمديريةِ الصحة ومديرية الثقافة والجمعية العلمية للمعلوماتية والاتحاد النسائي والأمانة السورية للتنمية والأمانة العامة للثوابت الوطنية وفروع حزب البعث العربي الاشتراكي، حيث قدم لهم مؤخرا فرع الحزب في جامعة تشرين ممثلا بالدكتور صلاح داود تسهيلات لإقامة أمسية شعرية تحت عنوان (( مواكب الشهداء مراكب النصر)) .
والجدير بالذكر أيضا أن رابطةَ أبناء وبنات الشهداء في اللاذقية تؤسس لجمعية ( مشاعل النور) التعاونية السكنية رغم الإمكانات المتواضعة، إضافة لإصدارها مجلة موسمية تعنى بأسر الشهداء.
ختاما نؤكد على دعم أسر الشهداء وعلى المسؤولية الوطنية التي تتقاسمها الدولة والمجتمع في ذلك، فالشعوب التي لا تبجل شهدائها لا تستحق أن تُراق في سبيلها دماءٌ زكية .