كتب :أيمن قحف
يتفق الجميع على أن الكورنيش البحري في مدينة طرطوس يضاهي أجمل الاطلالات البحرية في العالم،وهو منذ إنشائه بحلته الجديدة قبل سنوات يحظى بحركة سياحية كبيرة وفرح به أبناء طرطوس...
زاره كبار المسؤولين و تنزهوا به وتفقدوه..
كل شيء يبدو جميلاً ومتقناً،ولكن؟!!!!
لا بد من هذه الـ"لكن"!!
ثمة مبنى متهالك يتوسط مشروعين سياحيين كبيرين هما فندق نقابة المعلمين ومشروع شركة (أساس)...
مبنى سكني فيه بضع شقق وغرف تكاد لا تصلح للاستهلاك البشري!!!
المسؤولون الذين يتسابقون لزيارة طرطوس،ومنهم وزراء السياحة،وصحبهم من المحافظين ورؤساء البلديات،كانوا يغمضون عيونهم لدى العبور من جانب المبنى،وأقصى ما يمكن عندهم مجرد طرح سؤال محايد؟!!!
هذه المرة كاد يتكرر المشهد،الوزير المهندس بشر رياض يازجي يزور مشروع أساس ثم يعبر مسرعاً من أمام المبنى إياه ليتفقد فندق نقابة المعلمين...استعد الموكب للانطلاق،فجأة يقرر وزير السياحة دخول المبنى؟!!!
بالكاد لحقه بعض الموجودين،سيطر عليه في تلك اللحظة هاجس ايجاد حل لمشكة مزمنة تهرب من معالجتها الجميع،وتؤثر على جمالية الكورنيش البحري والصورة السياحية والاستثمارية وتفوت فرصاً على السياحة والمستثمرين والساكنين..
يدخل الوزير،يستقبله السكان بدهشة وحذر!!!
ماذا يفعل هذا الشاب الذي يقتحم عالمنا البسيط؟!!
لا شيء...فقط يريد أن يغير حياتكم نحو الأفضل،يريدكم أن تسكنوا بيوتاً أفضل في مكان قد يكون الأجمل هنا..
أين المشكلة؟!!
هناك حوالي خمسين أسرة تسكن هذه الكتلة ليس بقدرتهم إشادة بناء جديد فهم من الفقراء،والدولة لم تدخل على خط المساعدة والقطاع الخاص يتحين الفرصة لاستثمار المبنى بطريقة مجحفة بحق الساكنين الذين لم يستطع أي مستثمر أن "يضحك عليهم"!!
سمع الوزير من السكان بالتفصيل الممل،لم يزعجه الوقوف تحت شمس حارقة ورطوبة وهو صائم..
الهاجس فقط ايجاد الحل الذي يرضي الجميع،أحس يازجي بطيبة ووطنية هؤلاء الناس فقرر أن يكون إلى جانبهم أولاً قبل اعتبارات السياحة والمشهد العام!!
نتيجة الزيارة كانت دعوة قريبة من الوزير لممثلين عن السكان والمعنيين في المحافظة والمدينة والمستثمرين لترتيب حل مرض للجميع يرعاه ويشرف على تنفيذه الوزير شخصياً وبأسرع وقت لينهي هذه المشكلة المزمنة وهو أمر سيسجل في ذاكرة أهل طرطوس وسيذكر الناس الوزير يازجي بالخير على الدوام..
لمحة تاريخية!
صدر المخطط التنظيمي المعدل للكورنيش البحري بقسميه الغربي والشرقي في عام 2006 والذي أخذ بالحسبان أن تقع جميع العقارات المطلة على البحر ضمن كتلة تنظيمية وكل كتلة تنظيمية محاطة بأربعة شوارع ، وتتراوح مساحة الكتل من (900 - 2500) م2 وتمّ إعطاء عامل استثمار /5/ للأبنية التي ستشيد ، وبالنسبة للكتل الصغيرة أعطيت عامل استثمار /3/ مع السماح بالاستخدام التجاري والمكاتب والسياحي في هذه الأبنية ، وأعطي عامل تشجيعي 10% يضاف الى عامل الاستثمار لمن يريد تشييد فندق ،وحسب المهندس علام معوض مدير سياحة طرطوس فإن
من أهم المشكلات التي أعاقت تنفيذ المخطط التنظيمي المعدل ( الكتل التنظيمية ) :
-
وجود عقارات صغيرة بملكيات متعددة ضمن بعض المقاسم التنظيمية ، وهذا يحول دون اتفاق المالكين على البناء معاً لتحقيق المقسم التنظيمي .
-
وجود الشارع التنظيمي الممتد من حديقة الطلائع جنوباً وحتى فندق طرطوس الكبير شمالاً ، والواقع شرق المقاسم التنظيمية الواقعة على الواجهة الشرقية للكورنيش البحري ، وهذا الشارع غير منفذ على الواقع ويكتسح عقارات أملاك خاصة مبنية ومسكونة من قبل مالكيها ،
أما الحلول المقترحة فأهمها التنسيق مع السكان ( أصحاب العقارات ) لبيع حصصهم الصغيرة مقابل أسهم في شركة تطوير عقارية تقوم بعملية البناء بشكل كامل .