سيريانديز- براء الأحمد
دعا المدير العام للآثار والمتاحف الدكتور مأمون عبد الكريم المجتمع الدولي إلى إنقاذ مدينة تدمر الأثرية، والى التعاون ومناشدة جميع الجهات المعنية لحماية التراث العالمي، مضيفاً أن هناك تخوفات من «كارثة دولية».
وقال د.عبد الكريم في تصريح صحافي، «إنها اللحظة الأصعب بالنسبة إليّ منذ أربعة أعوام، إذا دخل تنظيم داعش إلى تدمر فهذا يعني دمارها. وإذا سقطت المدينة فستكون كارثة دولية».
وأضاف المدير العام: إن ذلك «سيكون تكراراً للبربرية والوحشية التي حصلت في نمرود والحضر والموصل»، في إشارة إلى المواقع والآثار العراقية التي دمرها مقاتلو التنظيم في العراق في شباط/ فبراير وآذار/ مارس الماضيين.
وتعرض أكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية في سوريا للدمار والضرر والنهب، خلال أربع سنوات من النزاع، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة بناءً على صور ملتقطة من الأقمار الاصطناعية.
ونجم جزء من هذه الأضرار عن المواجهات العسكرية، فيما وقع بعضها الآخر نتيجة «عمليات تنقيب غير شرعية وأعمال جرف».
ويأتي ذلك ضمن مخطط إرهابي يسعى لتدمير الأوابد التاريخية وبعد تدمير الآثار والتماثيل الآشورية في متحف نينوى في الموصل شمال العراق، تزداد المخاوف من هجوم التنظيم على تدمر، لتدمير أطلالها وآثارها .
تدمر غنية عن التعريف فقد فاقت شهرتها العالم فهي واحدة من أهم المراكز الثقافية في العالم القديم , وأحدى أهم مواقع التراث العالمي.
تم وصفها من قبل الرحالة روبرت وود بأنها (تمثل خلاصة إبداع الإنسان التدمري من حيث الفن والعمارة فقد جمع بين فنون الشرق العريق مع فنون الغرب ليصوغ منه أجمل قلادةٍ حضارية تزين جيد الشرق العربي إلى الأبد تتحدث إلى كل العالم بكل اللغات عن ماضٍ سعيد وحاضرٍ يتجدد).
اليوم يزداد الخطر بعد اقتراب "داعش" الإرهابي من السيطرة على مدينة تدمر الأثرية (عروس الصحراء) السورية.
وكانت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو)، إيرينا بوكوفا، قد حذرت خلال مشاركتها، أمس، في مؤتمر عقد في القاهرة، من أن تدمير «الجهاديين» للمواقع الأثرية في الشرق الأوسط بلغ «مدى غير مسبوق»، ودعت إلى جهود دولية لحماية الآثار في المنطقة.
كما أن (علماء الآثار يناشدون المقاتلين تجنب استخدام المواقع الأثرية القديمة للأغراض العسكرية، وحمايتها من المخربين واللصوص، ومن أعمال السلب وعلى الجميع التعاون لحمايتها وصونها من النهب في هذه الظروف )
لمحة عن المدينة القديمة وآثارها.
تقع تدمر إلى شمال شرق مدينة دمشق وسط واحة في الصحراء السورية وتحتوي على أوابد وأنقاض المدينة العظيمة التي كانت واحدة من أهم المراكز الثقافية في العالم القديم.
وقد وقف الفن والعمارة في تدمر، منذ القرن الأول إلى القرن الثاني، على مفترق طرق لعدة حضارات، ظهرت آثارها من خلال تمازج تقنيات البناء اليونانية الرومانية مع التقاليد المحلية والتأثيرات الفارسية.
ذكرت تدمر للمرة الأولى في وثائق مدينة ماري في الألف الثاني ق.م. وأسست المدينة على طرق القوافل خلال الفترة الرومانية في منتصف القرن الأول الميلادي، كجزء من المقاطعة الرومانية في سورية. ونمت أهميتها بشكل مطرد كمدينة على طريق التجارة التي تربط بلاد فارس والهند والصين مع الإمبراطورية الرومانية، كعلامة واضحة على مفترق طرق عدة حضارات في العالم القديم.
يشكل الشارع ذو الأعمدة الذي يبلغ طوله 1100 متر المحور الأثري الرئيس للمدينة، جنباً إلى جنب مع الشوارع الثانوية المتعامدة له والتي تربط المعالم الأثرية كالأبنية العامة مثل معبد بل، معسكر ديوقليسيان، الأغورا والمسرح وغيرها من المعابد والمعالم الحضرية مع المدينة. وتظهر الزخرفة المعمارية السائدة بما في ذلك الأمثلة الفريدة التي ظهرت في المنحوتات الجنائزية، وقد توحدت بقوة أشكال الفن اليوناني الروماني مع العناصر الأصلية والتأثيرات الفارسية في النمط المعماري الأصلي. وتظهر خارج أسوار المدينة بقايا القناة الرومانية والمقابر الكبيرة. ويتمتع موقع تدمر بشهرة عظيمة وهو يدين بذلك أولاً إلى جماله الطبيعي وروعة وعظمة الأطلال المبعثرة في رحابه، وثانياً إلى الدور التاريخي الذي لعبته تدمر في السياسة والاقتصاد.
تتألف المدينة من عدة أجزاء:
الموقع الأثري.
بساتين الواحات.
المدينة الصغيرة بسكانها ومتحفها الأثري.