بدأ طائر الأمان ببسط جناحيه في ربوع سورية معلناً أنها تسترد عافيتها ...وهاهو طائر الفينيق ينهض
من بين الرماد معلناً أن إرادة الحياة لدى أبناء هذا الوطن الصامد أقوى من إرادة الموت ...وهاهي الشركة
السورية للسياحة ( الكرنك سابقاً ) تسيّر باكورة رحلاتها السياحية الترفيهية إلى الساحل السوري
.إلى طرطوس عروس الساحل السوري بمشاركة من الشركة العالمية للصناعات الدوائية ( يونيفارما )
التي وجهت الدعوة لمجموعة من الأطباء السوريين وعائلاتهم للمشاركة في هذه الرحلة .
انطلقت الرحلة في تمام الساعة السابعة صباحاً من دمشق و سلكت طريق دمشق – حمص الدولي..
وكانت أولى محطات الرحلة في استراحة بوابة حمص...تلك الوادعة الهادئة التي تستقبل المارين والعابرين
ببشاشة موظفيها وقسمات وجوههم الطييبة.
وتابعت الرحلة بعد ذلك سيرها إلى محافظة طرطوس –مشتى الحلو ووصلت إلى مغارة الضوايات
و في طريق العودة توقفت الحافلة ليتناول المشاركون وجبةً خفيفةً أمام ( تنور قديم ).
ولعل الذي كان أجمل ما في الرحلة هو اصطفاف المشاركين امام ذلك التنور الذي حمل عبق الذكريات
وذكّرالجميع بنكهة الرغيف السوري ....هذا الرغيف الذي يحمل شموخ الأرض وعنوانها ويؤكد أنها
ستبقى موطن المحبة والسلام والانتصار على كيد الكائدين ومؤامرات المتآمرين.
وبعدها انتقلت الرحلة إلى مدينة صافيتا لتصل إلى برج صافيتا الأثري الشهير ...ومن هناك كان التوجه
إلى فندق صافيتا الشام ذلك البناء الشامخ العريق الذي يذكّر بعراقة الشام وأصالتها وهنا لابد من الإشارة
إلى التعاون الكبير الذي قدمته الشركة العربية السورية للمنشآت السياحية عبر فندق صافيتا الشام الجميل....
وفي صباح اليوم التالي أقامت الشركة العالمية للصناعات الدوائية ( يونيفارما) ندوةً علمية في
قاعة الاجتماعات في الفندق بحضور جميع الأطباء المشاركين في الرحلة... الذين توجهوا جميعاً بعد
ذلك إلى حصن سليمان الاثري الذي يتربع على قمة جبل يرتفع أكثر من ألف مترعن سطح البحر
..وبعيد الحصن بكيلومترات عديدها قليل يقبع مقام النبي متّى...حيث الهدوء المطلق والخشوع التام ...
ثم اتجهت المجموعة في طريق جبلي وعر ومتعرج تمتع خلاله المشاركون برؤية أجمل وأبهى
بقاع الأرض ، إلى منطقة مشتى الحلو لتناول طعام الغداء في مطعم الشرفة ثم عاد المشاركون إلى
الفندق للاحتفال بباكورة رحلات الشركة السورية للسياحة في مطعم الفندق ..
وفي صباح اليوم الثالث والأخير انطلق المشاركون بعد تناول الفطور إلى مدينة طرطوس لزيارة
الكورنيش البحري...وفي طريق العودة توقفت الرحلة في إحدى استراحات مدينة النبك ثم تابعت
الطريق إلى دمشق الفيحاء ....شريطٌ من الذكريات الجميلة ظل يرافق الجميع من بداية الرحلة
إلى نهايتها لن يفارق الذاكرة ... في كل خطوة من خطوات الرحلة كانت هناك وردةٌ تهمس
في أذن شقيقاتها انّ سورية موطن الجمال الخالص ...وكان حفيف الأشجار سيمفونيةً ألّف نغماتِها تضافرُ أبناء الوطن والتقاؤهم
في وحدة وطنية ستبقى عصية على كل من يحاول اختراق صفها .
استراحة على الطريق
حصن سليمان
الكورنيش البحري- طرطوس
مغارة الضوايات