فادي بك الشريف
دعا الدكتور عبد الرحمن مرعي رئيس هيئة الأوراق والأسواق المالية السورية المواطنين إلى استثمار مدخراتهم في مجال الأسهم والأوراق المالية، مؤكدا في حديث لبورصات وأسواق أن الاستثمار في مجال الأوراق المالية يساهم في وضع حد للمضاربة في العملات الأجنبية (الدولار – اليورو).
وقال الدكتور مرعي في حديث لـ "بورصات وأسواق" إنه خلال الأزمة اتجه المواطن إلى الادخار في مجال الذهب والفضة والمعادن الثمينة والعقارات، مضيفاً إن هناك خلط بين الاستثمار والادخار، حيث أن الادخار لا يقدم قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وهو نوع من الحفاظ على قيمة الثروة، في حين أن الاستثمار يؤدي إلى خلق قيمة مضافة للمستثمر والاقتصاد الوطني وبشكل خاص الاستثمار في مجال الأوراق المالية المدرجة في البورصة تحديداً.
وبين مرعي أن الاستثمار في الأوراق المدرجة يحقق ثلاثة ميزات، أولها تحقق الأمان، حيث أن المستثمر في ورقة مالية مدرجة في السوق المالي يشعر وهو على يقين أن هذه الورقة المالية أو الشركة المصدرة لهذه الورقة هي من الشركات الجيدة والتي يكون فيه التلاعب والتضليل في حدود نسبة معدومة، وإلا لما أدرجت تلك الورقة المالية في البورصة، إذ لا يؤثر على الشركة صاحبة هذه الورقة المالية أن تحقق مستوى من الوضع المالي الجيدة ومستوى من الأداء المميز وبالتالي إدراجها في البورصة.
كما يحقق الاستثمار في الأوراق المدرجة المساواة، حيث أن كافة المستثمرين يحصلون على كافة المعلومات التي تتعلق بأوراقهم المالية المدرجة في البورصة دون تفضيل لأحد المستثمرين على الآخر، وبالتالي لا يحقق مستثمر أي ميزة على حساب آخر.
وبحسب مرعي يحقق الاستثمار أيضا العدالة، حيث إن المستثمر في الأوراق المالية المدرجة يحصل على عدالة في توزيع الأرباح وعدالة في التعامل، وبالتالي هناك ضوابط تضعها الهيئة وعلى الشركات المدرجة الالتزام بها.
وأشار مرعي لقضية أساسية ترتبط بأن المستثمرين يحتاجون إلى توعية في مجال الاستثمار في الأسهم، لأن الاستثمار في الأسهم لا يتعارض مع أي قيم ثقافية وأخلاقية،كما أن المستثمر في السهم العادي لا يشترط حصوله على مبلغ محدد او نسبة محددة من الربح، وبالتالي يحصل على إيرادات دورية حسب ربحية المنشأة وحسب قرار مجلس الإدارة المتخذ في ضوء تلك الربحية، كما يحصل المستثمر في الأسهم على أرباح رأسمالية تمثل الفرق بين ما دفعه هذا المستثمر لقاء حصوله على ذلك السهم والسعر الذي يرغب أن يبيع فه سهمه.
ولفت مرعي لمتابعة أوضاع الشركات تحت إشراف الهيئة والعمل على إدراج الشركات الجاهزة للإدراج، بما في ذلك متابعة التقارير المالية السنوية، كما تتابع الهيئة اجتماعات الهيئات العامة بشكل مستمر بعد أن تكون دققت تقاريرها المالية ووافقت عليها.
كما أشار رئيس الهيئة للتركيز في المرحلة القادمة على وسائل التوعية ضمن إطار دور السوق الحالي في وضع ثقافة الاستثمار في الأوراق المالية، كما يتم العمل على تطوير النظام الداخلي للهيئة بشكل يتماشى مع التطورات والتحديات المستقبلية.
وذكر مرعي في حديث له دور الهيئة في الإشراف على عمل السوق والشركات المدرجة والإشراف على الشركات التي تقع تحت إشراف ورقابة الهيئة، مضيفاً إن هناك العديد من النقاط المطلوب من الشركات الالتزام بها، بتقديم تقارير مالية ربعية وسنوية لتعتمد من قبل الهيئة ويتم إدراج هذه الشركات واستمرار إدراجها في السوق، وتدقيق التقارير في الهيئة والموافقة عليها. تقديم إفصاح كافي ونوه مرعي لأهمية التأكد من الإفصاح المحاسبي ضمن هذه التقارير، حيث يجب إن تقدم الشركات المعلومات الصحيحة والإفصاح الكافي عن هذه الشركات،
كما يجب أن تتضمن هذه الإفصاحات قوائم مالية، كما يجب أن يقدم مفتش الحسابات معلومات بوجود كافة المؤشرات أن هذه الشركة مستمرة. وضع أكثر من جيد وأشار مرعي لأهمية المديريات الموجودة في الهيئة، وأهمها مديرية الدراسات والأبحاث والتوعية، ذاكرا السعي لتنشيط هذه المديرية في ظل الحاجة لدراسات عن الواقع الاقتصادي والمالي والمشكلات التي تعاني منها الشركات ضمن الظروف، مضيفا إن وضع الشركات في سورية أكثر من جيد، وشركاتنا رغم الظروف المالية والاقتصادية تعمل بجد ووطنية، وإن مستقبل هذه الشركات سيكون أفضل بشكل كبير، كما هناك مديرة الرقابة والتفتيش والتي لها أهمية في الرقابة على السوق والشركات المساهمة والرقابة على شركات الوساطة، لافتا لدور شركات الوساطة الهام، مضيفا أنه إذا وجد تلاعب سيكون من خلال شركة الوساطة.