الإثنين 2013-07-08 19:41:22 |
رئيس التحرير |
"من وين جايبين هالزلم"؟!!!! |
|
أيمن قحف ما يحدث حولنا من أمور لها علاقة بالحكومة ورجالاتها يجعلنا نسأل: "من وين جايبين هالزلم"؟!!!!!!!!!!!!!!!!! قد يبدو من البائس أن أبدأ افتتاحيتي بحديث "عامي"،ولكن أحياناً لا أجد رديفاً فصيحاً يعبر عن حالة ما!!! تشاء ظروف عملي وعلاقاتي أن أكون قريباً من أصحاب القرار في مكاتبهم واجتماعاتهم ومؤتمراتهم وحتى في أسفارهم،وأحياناً في بيوتهم.. يضعني الاقتراب منهم في موقع المطلع على تفاصيل كثيرة، ويجعلني- من دون أن أدري-صديقاً مقرباً لبعضهم، وصديقاً للجميع بشكل عام... تقع الواقعة أحياناً بأن أقف في موقف أن أختار ما بين واجبي المهني وواجبات الصداقة؟!! هل أصمت تجاه سوء أداء أو تصرف أو تقصير أو ربما فساد يقوم به؟ أم هل أكتب لأرضي ضميري ولو زعل صديقي المسؤول؟! أصطدم بعائق آخر: هل نكافئ الرجل على وفائه تجاه الوطن والتزامه وتعرضه هو وعائلته للتهديدات والمخاطر بمهاجمته على قصص صغيرة؟!! يا لهذه المصيبة!!! بكل الأحوال، أترك لنفسي معالجة كل حالة على حدة،علماً أنني خسرت البعض لمجرد"نقد بسيط" فكيف لو كان أقسى ؟!! لن أتحدث في هذا السياق عن مسؤول- صديق بعينه، ولكن سأتحدث عن صفات أجدها في بعض المسؤولين، أو في أدائهم من خلال معاينة قريبة ومستمرة... بداية هناك نسبة لا بأس بها لا يوجد أي سبب منطقي مقنع لوصولهم إلى المنصب الذي هم فيه، وهم يعرفون ذلك، ولكن ليس لديهم الجرأة، أو احترام الذات، لينسحبوا فيفضلون الشعور بالوضاعة كل يوم أمام أي موقف مقابل امتيازات المنصب!! هناك نسبة لديهم بعض الإمكانات و المؤهلات والخبرة ولكنهم وجدوا أنفسهم في مكان أعلى من إمكانياتهم، منهم من يجتهد لينجح ومنهم من يظن نفسه جديراً رغم قناعتي بأن "نصف العلم يؤذي أكثر من الجهل"إلا أنهم يديرون مؤسساتهم من خلال "نصف علمهم"...ولكم أن تتخيلوا ماذا يحصل..وأنتم تعيشونه!! هناك قلة من المسؤولين يستحقون- من حيث الخبرة والكفاءة والمؤهلات –الكرسي الذي يجلسون عليه، وهؤلاء بعضهم ينجح وبعضهم يفشل عندما يترك للمؤسسة وبيروقراطييها وفاسديها أن يسيروه كما يشاؤون.. هناك مسؤولون"أكبر"من الكرسي التي يجلسون عليها، لكن حدود مسؤولياتهم، وطبيعة منصبهم، وظروف البلد التي أوقفت الكثير من القطاعات الهامة تجعلهم غير قادرين على إبراز إمكانياتهم، وهم يتمتعون بالجرأة والقدرة على اتخاذ القرار ولكنهم في مكان أقل من إمكانياتهم ويحد من قدرتهم على التأثير! بكل الأحوال،هناك آليات معيقة في العمل الحكومي، وتدخلات مزعجة ومربكة، ولكن يبقى تأثير الرجال هاماً جداً في إنجاح الحكومة- الوزارة – المؤسسة وأي جهة أخرى.. ما يؤسفني حقاً أنني قلما أجد اليوم مسؤولاً بوزن ثقيل، يستوعب عمله ومسؤولياته العامة، ويتخذ القرارات بجرأة و لا يتهرب، مسؤولاً يعرف قيمة القرار وقيمة الزمن وقيمة مشاعر الناس واحتياجاتهم، مسؤولاً يعطي للمنصب هيبته، مسؤولاً لا يقف مذلولاً أمام مرؤوسيه أو رؤسائه لأنه أدخل مصالحه الشخصية في قراراته وأدائه، مسؤولاً يمثل سورية أمام العالم خير تمثيل ولا يقف متفرجاً حين يتطلب الأمر تحقيق مصلحة بلده.. هناك مشكلات صغيرة على الدولة، كبيرة على أصحابها أو على المواطن، تستغرق أشهر وسنوات حتى تتم معالجتها، لأنه في مفاصل الدولة سلسلة من الفاسدين أو الجبناء وكلاهما يعيقون حل أي مشكلة أو اتخاذ أي قرار وليس للزمن قيمة عندهم.. إن معالجة القضايا الكبيرة والصغيرة تتطلب وجود رجال يصرون على اتخاذ قرار صحيح وعادل، و بشكل فوري، و باعتقادنا انه أفضل ألف مرة أن نتخذ القرار ونتراجع عنه في حال الخطأ على أن ندور في المراسلات واللجان والتهرب من المسؤولية.. لا أريد ذكر أمثلة، ولدي المئات، لكن أقول كلمة واحدة لكل من يجلس على الكرسي: كن رجلاً وخذ قراراً واضحاً وفورياً.. ولا تجعلني أنا وغيري- وأنا أعرفكم جميعاً والناس يصدقونني-نقول عنكم:"من وين جايبين هالزلم الذين لا يشبهون الرجال ولا المسؤولين بشيء؟!!
|
|