الأربعاء 2013-07-03 17:41:38 |
علاقات دولية |
العطار: الوضع في سورية الأخطر في تاريخه.. زيادة المبلغ الملتمس في النداء الطارئ المخصص لمساعدة الهلال الأحمر العربي السوري إلى حوالي 53,6 مليون فرنك سويسري |
قام الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر اليوم بمراجعة النداء الطارئ الأولي الذي كان قد أصدره بشأن سورية وزاد المبلغ المنشود جمعه من 39 إلى حوالي 53,6 مليون فرنك سويسري، وذلك دعما لجهود الهلال الأحمر العربي السوري في التعامل مع الأزمة. وتعكس هذه الزيادة تدهور الأوضاع وزيادة احتياجات المتضررين من الأزمة الجارية. وفي هذا السياق نبه السيد بيكيله جيليته الأمين العام للاتحاد الدولي إلى أن "الاحتياجات الإنسانية داخل سوريا بلغت مستويات لم يسبق لها مثيل ومستمرة في الزيادة، وأصبح الملايين نازحين داخل وطنهم. هناك أربعة ملايين شخص على الأقل داخل سوريا بحاجة إلى المساعدة الغذائية ، ويخبرني العاملون في الميدان من الهلال الأحمر العربي السوري أنهم يعتقدون أن الرقم الصحيح أكبر كثيرا."
زادت أسعار السلع الغذائية الأساسية في بعض أنحاء سوريا بمقدار مائة في المائة. ولذا يشتمل النداء المعدل الذي أصدره الاتحاد على زيادة في توزيع الطرود الغذائية وطرود النظافة الصحية من أجل 150.000 شخص في الشهر، والأطقم الخاصة بالأطفال، وأطقم خاصة بالنساء، بالإضافة إلى دعم الأنشطة الصحية التي يقدمها الهلال الأحمر.
في الوقت الحالي يتلقى أكثر من مليوني شخص مساعدات شهرية من الهلال الأحمر العربي السوري بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ووكالات الأمم المتحدة، وعدد من المنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية. ويقف العاملون والمتطوعون في الهلال الأحمر العربي السوري، والذين يعملون في 14 فرعا في جميع أنحاء البلاد، في الصفوف الأمامية للنزاع على مدار اليوم يقدمون الدعم اللازم في الطوارئ مثل خدمات الإسعاف والإسعافات الأولية والرعاية الصحية الطارئة في عيادات صحية متنقلة وفي مراكز صحية.
وفي الكثير من الأحيان يعمل موظفو الهلال الأحمر وثلاثة آلاف متطوع في ظروف شديدة الصعوبة والخطورة. وقد لقي حتى الآن عشرون متطوعا في الهلال الأحمر مصرعهم أثناء أدائهم واجبهم، معظمهم قضى نحبه في أحداث إطلاق نار أو لوجودهم في مرمى النيران المتقاطعة.
وفي هذا يقول الدكتور عبد الرحمن العطار، رئيس الهلال الأحمر العربي السوري الذي تأسس عام 1942، إن "الوضع الذي يواجه موظفينا ومتطوعينا هو الأصعب والأخطر في تاريخنا. في كل يوم تحاول الفرق التابعة للهلال الأحمر بكل ما أوتويت من عزم وجهد مساعدة المتضررين في أحداث العنف. ويرى المتطوعون في الهلال الأحمر الموت والإصابات الخطيرة ودمار أحياء بأكملها كل يوم، ومن الواضح الجلي أننا نحتاج إلى مزيد من الدعم من الخارج، سواء من ناحية الموارد أو من ناحية الدعم المعنوي والتضامن."
إن فرق الإسعافات الأولية التابعة للهلال الأحمر، والتي تمثل إحدى الجهات الأساسية التي تقدم خدمة سيارات الإسعاف في سوريا، تواجه تحديات متزايدة مع تدهور الأوضاع. وقد تمت سرقة عدد من سيارات الإسعاف أو تعرضت للتدمير حيث وقعت في مرمى النيران المتقاطعة، ولا تستطيع فرق الإسعافات الأولية دائما الوصول إلى المحتاجين إليها وذلك بسبب الشواغل الأمنية. ويقول الدكتور العطار في هذا إن "غياب إمكانية المرور الآمن يظل شاغلا كبيرا بالنسبة لنا. وتمكين العاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى الناس الذين يحتاجون إليهم دونما عوائق هو ضرورة مطلقة."
كذلك يمثل دعم متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري، الذين يزيد عددهم عن 3000 متطوع، إحدى النقاط الأساسية للنداء بعد تعديله. فبالنظر إلى مصرع أكثر من 20 من المتطوعين الشباب منذ بداية الأزمة إلى الآن، يتم زيادة التشديد على حماية المتطوعين وتدريبهم وكذلك على قضايا مثل التأمين والتعويض بالنسبة للمتطوعين أنفسهم ولأسرهم. ويقول متطوع شاب لم يرد ذكر اسمه: "لا أعتقد أن الناس في الخارج لديهم أي فكرة عما نواجهه. فكل يوم نخرج إلى ميدان العمل لمساعدة الناس ونتساءل عما إذا كنا سنستطيع الوصول إليهم بأمان أو ما إذا كنا سنعود إلى بيوتنا وأهالينا. في نهاية المطاف، كل ما نريده هو مساعدة الناس. الأمر بهذه البساطة."
|
|