كتب:أيمن قحف
لم تكن 45 دقيقة كافية لأعرف ماذا يمكن أن ينجز الدكتور وائل الحلقي في رئاسته للحكومة السورية، لكنها كانت كافية بالتأكيد لتجعلني أتفاءل أن هذا الطبيب الناجح يستوعب أمور الحكومة بسرعة وبالأخص في الشأن الاقتصادي وهموم المواطن..
وبالتالي لم يمكنني الوقت القصير في مكتب السيد رئيس الحكومة من أن أجري حواراً صحفياً متكاملاً، ولكن لا بأس، فالانطباعات الأولى و"رؤوس الأقلام" قد تكفي في اللقاء الأول..
الدكتور الحلقي رجل شفاف وواضح وصريح ، لم ألحظ أن له "عالم داخلي"مثل من سبقه أو مثل بعض المسؤولين.. بل هو شديد الوضوح، وهو يستحق أن نتعاون جميعاً معه لخدمة السوريين- كل السوريين- الذين أكد لي التزامه بخدمتهم..
يقول المحيطون به أنه يقرأ على مدار الوقت كل ما يقدم له و يستوعب الأمور – حتى الاختصاصية- بصورة لافتة ..
قد تحمل بانوراما نشاطه وتصريحاته الصحفية التي أجملناها في هذا العدد بعض الإجابات، ولكن قد يكون من المهم أيضاً أن نعطي القارئ بعض التفاصيل والانطباعات من خلال حديثنا مع الدكتور الحلقي..
وذكرت للسيد رئيس مجلس الوزراء أن لدى الناس انطباع ممتاز عن سيادتكم، واعتقد أن جل ما تحتاجونه هو رضا المواطن البسيط لتنجحوا في رسالتكم ولا يهم عندها بقية الناس وحتى الإعلاميين!! والمهم لدى الدكتور الحلقي هو إرضاء الناس والعمل على حل مشاكلهم وهذا ما استمر عليه في كرسي رئيس مجلس الوزراء بقي همه المواطن لكن همومه كبرت..
• أسأله ببساطة:كيف وصلت إلى هنا؟
** يجيب أيضاً ببساطة:لم أبحث عن منصب في يوم من الأيام،إنها مسؤولية وثقة نأمل أن نستحقها..
لقد وصلت إلى هنا بصورة متدرجة في المناصب، بدأ الأمر باتصال هاتفي ذات مساء جاءني إلى عيادتي أوائل عام2000،أبلغتني السيدة المتصلة أنني كلفت بمهمة أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في درعا..
لقد عملت بكل إخلاص عدة سنوات لخدمة أهل محافظتي درعا من خلال عملي كأمين لفرع الحزب ووطني سورية بشكل عام..
بعد ذلك تم اختياري لمنصب نقيب أطباء سورية وكنت سعيداً بذلك رغم أنني أيضاً لم أكن من الساعين إليه وعملت قدر الإمكان لخدمة المهنة والزملاء الأطباء والمرضى ،إلى أن كلفت بمنصب وزير الصحة الذي حاولت فيه أن أخدم المواطن البسيط بالدرجة الأولى ورفع سوية المشافي والكوادر والخدمة وحرصت على أن أتواجد في مواقع العمل أكثر من الخوض في الورقيات،وربما حالفني التوفيق في عملي إلى الحد الذي جعل القيادة السياسية تحملني مسؤولية رئاسة الحكومة التي آمل أن أخدم من خلالها وطني في هذا الظرف الاستثنائي وعملت وسأستمر في خدمة البلد الذي انتمي إليه في كافة المناصب التي سأكلف بها..
• قضيتم وقتكم في المهنة والمنصب باختصاص الصحة، كيف تتعاملون اليوم مع قضايا كبرى مثل الاقتصاد والخدمات و غيرها؟
** سؤال مشروع، بداية لقد اكتسبت من خلال عملي كأمين فرع حزب الكثير من الخبرة في مجالات العمل القيادي الذي يتضمن مختلف مناحي الحياة، وبكل الأحوال أقضي وقتاً طويلاً في قراءة الملفات والقضايا المتعلقة بعمل الحكومة ولا أتردد في السؤال عن أي قضية تحتاج إلى شرح وتوضيح سواء من النواب أو الوزراء المختصين أو كوادر المجلس ومستشاريه أو الخبراء..
ويشير إلى تفاصيل مكتبه المليئة بطاولة اجتماعات وجلسات دائرية وغيرها ويقول:هنا تجتمع عندي فرق عمل من السادة الوزراء بعد جلسة المجلس وأتنقل فيما بينهم حسب كل اختصاص وغالباً لا نخرج من المكتب دون تصور موحد وحل للإشكالات التي تعيق العمل..
• سيادة الرئيس، سبق ووجهت لكم رسالة أدعوكم فيها للاستعانة بخبرات جديدة في مؤسسة الرئاسة لأن الكوادر القديمة فقدت القدرة على الإبداع والابتكار وهم جزء من مشكلة أصحاب القرار،كذلك دعوتكم للاستفادة من خبرات من سبقوكم في المناصب فهم لديهم ما يقدمونه كجهد استشاري ..
**نعم تلقيت الرسالة ووجدت أنها تحوي أفكاراً قيمة ،أتفق معكم على ضرورة رفد مؤسسة مجلس الوزراء بدماء جديدة تجمع الخبرة والكفاءة وروح الشباب لتبث روحاً جديدة في العمل وهذا ما أعمل عليه حالياً،أما بالنسبة لخبرات المسؤولين السابقين فأنا شخصياً على تواصل ممتاز مع رؤساء الحكومات السابقين وبكل الأحوال أنجزنا مرسوم إحداث مجلس استشاري أعلى عدل المرسوم الصادر عام 2002 يضم خبرات وكفاءات من المسؤولين السابقين وأصحاب الاختصاص وربما يتكون المجلس من 35 عضوا بينهم خمسة متفرغين يقدمون المشورة والنصح ويدرسون مشاريع المراسيم والقرارات الهامة على مستوى البلد يمكن أن يساهم في الكثير من الاستشارات أو من خلال لجنة أزمة على مستوى خبراء يقدمون المشورة والنصيحة والخبرة والتوعية..
• سيادة الرئيس..أعلم أن هناك خلافات حادة تنشأ أحياناً بين بعض المسؤولين نتيجة اختلاف أسلوب المعالجة لقضايا معينة...كيف تتعاملون مع هذا الأمر؟
** إنه أمر متوقع ،وأحرص على جمع المختلفين في مكتبي والاستماع جيداً لوجهات نظرهم،وفي النهاية أحرص على توفيقها أو تقريبها،فالهدف واحد في المحصلة وإن اختلفت وجهات النظر وطرق المعالجة..
• هل ستقع حكومتكم في نفس الخطأ الذي وقع به البعض في معاملة رجال الأعمال بعدوانية وريبة أم ستفتحون لهم الأبواب ليقوموا بدورهم في بناء سورية؟
** على الإطلاق،نحن نحترم دور رجال الأعمال وبشكل خاص من بقي في الوطن ولم يغادر، ومن حافظ على سير العمل في منشآته، من لم يسرح عماله ..نحن ممتنون لهؤلاء..
• هل لي أن أقترح عليكم استقبال هؤلاء و تقديم هذا الشكر لهم والاستماع لمشكلاتهم عسى يقدمون المزيد من الإنتاج وفرص العمل؟
** بكل سرور وأنا سأدعوهم لزيارتي للتواصل معهم والاستماع إليهم وشكرهم باسم الحكومة على دورهم الوطني..
• كيف تنظرون لدور الإعلام في صورة العمل الحكومي؟
** نحترم دوره ،وسنتعامل معكم بكل شفافية في جميع الأمور، وننتظر منكم النقد أكثر مما ننتظر المديح..إنكم تؤرخون اللحظة، ونأمل أن يذكرنا الناس بالخير بعد أن نغادر هذه المهمة وقد قمنا بما يجب لحماية الوطن والمواطن في زمن الأزمة..