الأربعاء 2012-09-19 22:14:31 |
رئيس التحرير |
من يعيدنا إلى عصور الجهل؟...عن دموع الفرح والحزن وبداية العام الدراسي...دور"النظام" و"المعارضة"في حماية أمة(إقرأ)؟! |
|
كتب أيمن قحف خلال ثلاثة أيام مضت،كان علي أن أتابع شخصياً موضوع بدء العام الدراسي الجديد وانتقال أولادي إلى مدارس جديدة.. أولادي الثلاثة في سن الدراسة تغيرت ظروفهم ،انتقلوا إلى مدارس جديدة أو مبان جديدة بحكم الظروف الحالية.. وما بين المدارس الخاصة القديمة،والمدارس الخاصة والعامة والـ"بين بين" ومديرية التربية كانت صور الماضي والحاضر تتراقص أمام ناظري وفي مخيلتي ،تعود بي إلى أيام "كيف كنا" وأيام "كيف أصبحنا"؟!! فرحت أنني أمنت لأولادي مقاعد في المدارس التي اكتظت بالطلبة الوافدين من أنحاء سورية بحثاً عن العلم والأمان.. فرحت لأنني عدت"جزئياً"لرعاية الدولة ومجانية التعليم بعد أن أرهقت نفسي في المدارس الخاصة بنتائج غير ملموسة سوى في اللغات.. ولكن فجأة وجدت نفسي أغوص في حزن عميق عندما فكرت في أوضاع أولادنا في حلب وادلب ودير الزور وبعض حمص ودرعا وريف دمشق وحماة... ماذا هم فاعلون وقد دمرت الكثير من المدارس والوضع الأمني لم يسمح ببدء العام الدراسي ولا يوجد كتب ولا كادر تدريسي يمكنه الوصول إلى بعض المناطق؟ ماذا يفعل أبناؤنا،وهم لاذنب لهم فيما يجري حولهم-في المخيمات المهينة التي فرضها الجيران عليهم بعد أن كانوا يستضيفون هؤلاء في بيوتهم أيام النوائب؟ تحضر في ذهني صورتان حقيقيتان يجدر التأمل بهما وتحليلهما جيداً بأمانة ونزاهة: صورة الدولة السورية التي أصرت على أن تسير العملية التعليمية في الجامعات والمدارس في مواعيدها مهما كلف الثمن لأن العام الدراسي الذي ينقضي لا يعوض فهو خسارة من عمر الطالب ،وقد يدخله في دوامة الاستهتار والكسل في حال انقطاعه عن الدراسة.. الدولة السورية لم تميز بين أبنائها أياً كانت انتماءاتهم ومحافظاتهم وحتى مواقف أهلهم.. فعلت المستحيل لتأمين الدراسة في كل مكان،ومن سخرية القدر أن الضغط على مدارس دمشق وريفها الذي لم تصله المشكلات تضاعف نتيجة وجود عائلات من المناطق المتأزمة تسكن بعض المدارس،السخرية المرة تأتي من وجود نساء وأطفال في تلك المدارس،تأتي الدولة فتقدم لهم المأوى والطعام والدواء والعناية الصحية،يسأل البعض عن الرجال فيكون الجواب:إنهم في الجهاد!!!!! لم أكن مخطئاً أو مبالغاً عندما قلت للسيد الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء ولنائبه لشؤون الخدمات المهندس عمر غلاونجي منذ أيام أن أفضل ماقامت به الحكومة في الفترة الماضية هو الإصرار على افتتاح المدارس في وقتها لأنها تثبت أن "الدولة موجودة".. سمعت من الرجلين،وكذلك سمعت ما قاله الدكتور هزوان الوز وزير التربية حول ما بذل من جهد و وقت ومال للإقلع بالعام الدراسي،وكله يبين أن في كل مكان هناك جنود مخلصون يعملون على استمرارية العملية التعليمية ،بعضهم دفع حياته ثمناً لذلك من شهداء وزارة التربية .. هذه صورة"النظام"التي يحاول الناس تشويهها والخلط ما بين عمل الدولة والحكومة لخدمة وحماية جميع المواطنين وما بين المواقف السياسية!! الصورة الأخرى تصل مكوناتها من المناطق المتوترة،كيف يمنع "المعارضون والمسلحون" بشتى الوسائل بما فيها"القتل وحرق المدارس"!!! إلى أي فكر وأي عصر ينتمي هؤلاء الذين يمنعون أبناءهم من التعلم في المدارس ويجعلونهم يخسرون مستقبلهم؟! هل سيسقط"النظام"إذا جعلت الجيل جاهلاً أم سيسقط البلد على رؤوس الجميع؟! هل "البطولة"أن نهاجم مستودعات وشاحنات الكتب المدرسية ونحرقها ونحرم الأولاد من التعلم؟! لست هنا في وارد تلميع صورة الدولة،فهذا واجبها تجاه الجميع،ولا بصدد الخوض في نقاش سياسي ،كل ما أحلم به أن يتفق الجميع على حماية المدارس والمدرسين والطلبة في كل مكان،هؤلاء مستقبل سورية في ظل أي نظام،هؤلاء ثروتنا ومؤونة الأيام القادمة فلا تحرموهم من العلم فتدمروا مستقبلهم ،ولا تحرموا الوطن من كوادر المستقبل.. أصغوا لماقاله الله عز وجل في أولى آياته على نبينا الأكرم:((إقرأ...)) ونحن أمة إقرأ فلماذا يكون العلم هو ضحية الأزمة؟!
|
|