الأحد 2012-06-03 01:31:40 |
رئيس التحرير |
عن حرية الصحافة وحقوق الإنسان ..والوقوف في "الجانب الخطأ من التاريخ"؟! |
|
كتب أيمن قحف بصراحة،لا أنوي الحديث عن قرارات الجامعة العربية من منطق موقف سياسي ولا حتى وطني ،فقد كفى ووفى كل من تحدث تعقيباً على "السابقة التاريخية" في كم الأفواه ومنع وصول "الرأي الآخر".. ما أود أن أتحدث عنه يستند إلى عبارة"طنانة" استخدمها البيت الأبيض وهو يتحدث عن موقف روسيا والصين من الملف السوري:"داعمو الأسد يقفون في الجانب الخطأ من التاريخ"!!! يجيد الأمريكان اللعب على الألفاظ واستخدامها بطريقة تثير المشاعر ،بل وتضع (الآخر) في موضع اتخاذ قرار "مصيري" في "الاتجاه المعاكس" عسى أن يكون في "الجانب الصحيح من التاريخ"!!! في حقيقة الأمر لا يعبأ السوريون بمواقف الدول العربية وجامعتهم ، وهم باتوا مقتنعين أكثر من أي وقت مضى أن هؤلاء الحكام وأمين جامعتهم في وضع بائس ويرثى له لأنه لا حول لهم ولا قوة ،وليس أمامهم ليبقوا في "الجانب الصحيح من التاريخ" سوى الذل والانصياع للأوامر وتنفيذها بحذافيرها،وهم يحاولون"التظاهر" بأنهم "سادة وأصحاب قرار" ليقنعوا أنفسهم وشعوبهم، لكنهم ممثلون فاشلون لا يليق بهم حتى دور الكومبارس!! اليوم شعر السوريون بأهميتهم،شعر كل سوري صامد في وجه الحرب الكونية أنه جزء من قوة سورية التي أصبح ظهور شاشاتها الوطنية على الأقمار الصناعية يشكل رعباً لهم وصوتاً يجب إسكاته! السوريون اليوم جمعتهم قرارات الجامعة العربية"التي لا تريد أن تقف في الجانب الخطأ من التاريخ"،فهؤلاء الطامحون حقاً إلى الحرية وسلاحهم الكرامة اكتشفوا كم من البؤس الذي وصل إليه "الأشقاء العرب" ليستقووا على مهنة الإعلام"، ولم يسبق أن أزعجتهم كل برامج وشعارات التحريض الطائفي على أقنية تبث من بلدانهم! ليستمعوا إلى أوامر أمريكا وعباراتها "المزلزلة"،أمريكا التي باعت في أول مزاد الحكام الذين "وقفوا معها في الجانب الصحيح من التاريخ"،ويمكن أن تتأملوا وجه حسني مبارك وزين العابدين بن علي وحتى معمر القذافي الذي باع بلاده ليبقى لكنه أقصي وقتل بصورة ذليلة! ليعودوا إلى التاريخ القريب ويجدوا من استخدم "نفس العبارات"أين يضعه التاريخ؟ أين يضع الكاذب كولين باول حتى في الإعلام والتاريخ الأمريكي؟إنه مجرد كاذب ،كذب بوقاحة ليبرر غزو العراق. أين يضع الدكتورة كوندوليزا رايس؟ إنها مجرد مجرمة كما يصفها الإعلام وحتى زملاء جامعتها سوغت لرئيس أحمق احتلال أفغانستان والعراق ونشر"الفوضى الخلاقة" في العالم! الأوروبيون يعاقبون الشعب السوري وحتى إعلامه متنكرين لأبسط مبادئ الحرية وحقوق الإنسان،ومع ذلك يعتقدون أنهم في الجانب الصحيح من التاريخ! الروس يصححون بلباقة للرئيس "الحميان"هولاند فيقول له الرئيس بوتين:".. "الجميع يعرف استبداد الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، لكن هل تعرفون ماذا كان يحدث في سرت بعد دخول المسلحين إليها؟ لماذا لا تكتبون عن هذا؟ هل أصبح الوضع الإنساني رائعا؟". وبالتالي هل سيتحدث التاريخ عن"ساركوزي" بأنه كان يقف في الجانب الصحيح من التاريخ؟
بهذه المناسبة،أود أن أذكر السيد بان كي مون برسالته في اليوم العالمي لحرية الصحافة التي وجهها في 3 أيار2011 عندما قال:" تثبت الأحداث كل يوم أن حماية حرية التعبير وتوطيدها أمر لم يفقد أهميته وضرورته قيد أنملة. وعلى ذلك، ننتهز مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة لندعو كافة الحكومات إلى وضع يدها بيد الأمم المتحدة والعمل سوية من أجل ضمان حرية التعبير في الكلمة المطبوعة والمنقولة عبر الأثير وعن طريق الإنترنت والعمل على ترسيخها في كل هذه المجالات..." وأسأله :كيف يقيم قرار الجامعة العربية؟ كما لا يفوتنا أن نذكر بـ"حقوق الإنسان": المادة 19من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان: •لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية. لا أريد أن أقول أن الفضائيات السورية تتحدث باسم 23 مليون سوري،ولكن لو كانت تتحدث باسم 100 ألف سوري فقط لا غير فإن من حقهم التعبير عن رأيهم دون أن يسمح لأحد بمصادرة هذا الحق أو انتقاصه.. إن هؤلاء العرب ، ومن قبلهم الأوروبيون الذين عاقبوا وسائل إعلامية حكومية ومستقلة،يزرعون على جبين كل واحد منهم وصمة عار قد لا يراها اليوم ولكنه سيراها غداً وسيراها أولاده وأحفاده،وسيقيمه التاريخ حقاً بأنه:وقف في الجانب الخاطئ من التاريخ!!!
|
|