أكد د. عماد الدين عبد الحي معاون وزير النقل أن الوزارة تعمل على زيادة الطاقات الاستيعابية وتقليل الهدر في الوقت والتكاليف من خلال إصدار العديد من القوانين والمراسيم والاتفاقيات الدولية التي أسهمت بتطوير قطاع النقل البحري، منوهاً للتعاون المثمر بين سورية والعراق في مجال النقل البحري وعودة الترانزيت عن طريق مرفأي طرطوس واللاذقية، لافتاً بالمقابل للجهود التي تبذلها الحكومة في هذا القطاع، حيث أعدت الخطة الخمسية الحادية عشرة وخصصت الاعتمادات المالية اللازمة لتطويره ورفده بالعديد من التجهيزات الحديثة من الروافع وإقرار توسيع المرفأين أو بناء مرفأ ثالث تمهيداً لاستيعاب الزيادات المتوقعة في الإنتاجية.
وبين معاون وزير النقل خلال انطلاق فعاليات الندوة الدولية الثانية للمرافئ البحرية وحماية الشواطئ التي تقيمها الشركة العامة لمرفأ طرطوس بالتعاون مع جامعة تشرين وكلية الهندسة المدنية وغرفة الملاحة البحرية السورية أن الندوة تأتي في إطار ربط الجامعة بالمجتمع والاحتكاك بالخبرات العربية والأجنبية ومناقشة العديد من الأفكار والحلول للمشكلات التي تواجه المرافئ السورية والساحل السوري ولاسيما التحديات البيئية لإنشاء المرافئ وصيانتها إضافة إلى رفع كفاءة العاملين فيها واستثمارها بالشكل الأمثل.
وأضاف عبد الحي: تهدف الندوة التي يشارك فيها أكثر من أربعين باحثاً من جامعات سورية ومصر والعراق والجزائر وبلجيكا وبلغاريا وايطاليا إضافة إلى العاملين في الشركة العامة لمرفأي طرطوس واللاذقية وغرفة الملاحة البحرية والموانئ الى تبادل الخبرات العملية وتقديم أبحاث علمية متخصصة نوعية تسهم في تطوير عمل المرافئ السورية وحماية الشواطئ من التلوث.
بدوره لفت عبد القادر صبرا رئيس غرفة الملاحة البحرية إلى أهمية قطاع النقل البحري كشريك أساسي في تنمية الاقتصاد الوطني نظراً للموقع الإقليمي والجغرافي المتميز لسورية باعتبارها أهم نقاط العبور الإستراتيجية للتجارة البحرية عبر آسيا وأوروبا ومنطقة الخليج العربي ومركزا للربط التجاري بين البحر الأبيض المتوسط والأسود وقزوين والخليج العربي.
ودعا صبرا الى العمل والتخطيط للاستفادة من موقع سورية الاستراتيجي عبر توسيع المرافئ والتفكير الجدي بإحداث مرافئ جديدة تواكب التطورات العالمية بأعماق كبيرة قادرة على استقبال البواخر الضخمة العابرة إلى المحيطات.
من جانبه اشار الدكتور محمد يحيى معلا رئيس جامعة تشرين إلى أن المرافئ البحرية تقوم بدور مهم في الاقتصاد الوطني عبر نقل البضائع بتكاليف أقل من وسائط النقل الأخرى مبيناً أن الأسطول التجاري السوري يتنامى باستمرار فهو يربو حالياً على500 سفينة تجارية تجوب بحار العالم.
ونوه معلا بأهمية الندوة لتناولها موضوعات تتعلق بتصميم المرافئ والمنشآت البحرية واستثمارها وصيانتها وتطويرها في سورية وإدارة المنشات البحرية إضافة إلى حركة الرسوبيات البحرية وحماية الشواطئ من التلوث البحري الناجم عن السفن مبيناً أن الجامعة وضعت في خطتها القادمة افتتاح كلية الهندسة الشاطئية خلال العام الدراسي القادم والتي تعد من أهم توصيات الندوة الدولية الأولى.
من جهته أشار المهندس مصطفى حسن مدير الشركة العامة لمرفأ طرطوس أن الندوة تأتي استكمالا للندوة الدولية الأولى التي عقدت العام الماضي والتي أثمرت بتوصيات أبرزها إنشاء كلية الهندسة الشاطئية وتفعيل التعاون بين الفعاليات التجارية والصناعية والمختصين والباحثين إيمانا بأهمية ربط الجامعة بالمجتمع والاستفادة من الخبرات والمقترحات والأبحاث التي يقدمها المشاركون من كافة أنحاء العالم.
وأكد جهاد شعبان من اللجنة التنظيمية إنه تم اختيار المشاركين على مدار عدة أشهر بالتنسيق مع مراكز البحوث البحرية العلمية المتخصصة والمهتمين من الباحثين العرب والأجانب في هذا الجانب وتمت دراسة البحوث العلمية المقدمة من اللجنة العلمية المختصة التي تمنح موافقتها عليها ليصار إلى تنسيق وترتيب الجلسات والمحاضرات للباحثين ووضع المحاور الأساسية والترتيبات لبعض الرحلات الترفيهية.
وقدمت بعد ذلك مجموعة من المحاضرات تطرقت إلى تأثير التلوث على انتشار بعض أنواع الفور امنيفيرا شمال غرب الخليج العربي وملوثات مياه البحر واستخدام بعض المؤشرات الحيوية لتقييم واقع التأثير الحيوي للملوثات في شاطئ مدينة اللاذقية وعلاقتها بالمتغيرات المناخية.
يشار إلى أن الندوة التي تستمر 3 أيام ستناقش موضوعات تتعلق بمنشأ وخصائص الدوامات البحرية المتواجدة على الشاطئ السوري وأهمية الدراسات الهيدروجية في تصميم المنشآت الهندسية والأخطار والممرات الملاحية وتأثير التحولات المناخية على الموارد المائية لثلاثة أحواض ساحلية بشمال الجزائر والمرافئ وأهميتها في منظومة التجارة العالمية واقتراح فكرة إنشاء نظم المعلومات الجغرافية للموانئ السورية ودراسة تطور خطوط الشواطئ بإستخدام التقانات الحديثة.
سيريانديز- سانا