كشف رئيس جمعية الصاغة السوري جورج صارجي أن دولاً إقليمية ولاسيما الخليجية منها تلعب منذ زمن طويل دوراً كبيراً، في التلاعب بسعر صرف الليرة السورية وأهمها السعودية التي تمتلك مبالغ هائلة منها.
وأكد صارجي أن السعودية تعرض مبالغ ضخمة من الليرة السورية وتتحكم بالطلب عليها، وقال في حديث لصحيفة الوطن المحلية: "عندما تكون هذه الدول الخليجية وخاصة السعودية حانقة على سورية تقوم بعرض الليرة فتنخفض قيمتها، أما إذا كانت راضية تطلب الليرة بشكل كبير ومتزايد عبر شركات الصرافة".
وأوضح رئيس جمعية الصاغة السوريين بأن مدينة جدة تعتبر مركزاً للتحكم بسعر الليرة، مشيراً إلى أن العملة السورية (لاسيما في الفترة التي لم يكن عندنا مكاتب للصيارفة) كانت تتجمع في لبنان وفي الأردن وغيرهما ويتم شحنها جميعها إلى السعودية بقصد التجارة وفي الوقت الراهن يقومون بالتحكم بها.
وأضاف أن: "أي صّراف في البلد يعرف هذا الأمر، مبيناً في الوقت ذاته أن المجموعات الإرهابية المسلحة التي تنشط في المحافظات السورية تتلقى أموالها من تلك البلدان بمختلف العملات بما فيها الليرة السورية".
وفي سياق آخر توقع رئيس جمعية الصاغة ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة على المستوى العالمي كله نتيجة الأزمة الاقتصادية العالمية، التي تدفع بالكثير من الدول إلى اكتناز الذهب على اعتباره الملاذ الآمن لرؤوس الأموال، لافتاً إلى أن أسعار الذهب محلياً تتوقف أيضاً على سعر صرف الليرة السورية التي تشهد تذبذبات متتالية خلال الفترة الحالية.
وقال: "وعدنا مصرف سورية المركزي قبل أشهر بأنه على استعداد لاستيراد الذهب بنفسه وبيعه للصاغة، وطلب منا عناوين وأرقام أفضل بائعي الذهب في العالم، وكان من بين هؤلاء الباعة أهم البنوك السويسرية (كريدي سويس) ولكن الأخير رفض التعامل مع الصاغة السوريين أو حتى مع المركزي السوري بسبب العقوبات الأخيرة التي فرضت على سورية".
وتحدث صارجي عن أنه كان هناك اقتراح باستيراد الذهب من روسيا، ولكننا علمنا فيما بعد أن هذا البلد ليس فيه أوزان للذهب من فئة الكيلو أو الأونصة وإنما ما يسمى «بارة» ووزنها 12.5 كغ وهو ما لا نستطيع التعامل معها كصاغة ومحال تجارية لأن هذه الأوزان مخصصة لوضعها في الخزانة العامة للدولة ومن الصعب صبها وصياغتها وبيعها على أجزاء كالكيلو وغيره.
وعن العوامل الأخرى التي تؤثر في أسعار الذهب المحلية تحدث صارجي عن ظهور دور جديد للمضاربين الذين يقومون برفع الأسعار والتحكم بها إضافة إلى تغير سعر أونصة الذهب عالمياً خلال اليوم الواحد الأمر الذي لا يسمح لجمعية الصاغة بإصدار سعر جديد لها في السوق السورية وخصوصاً أن التسعيرة يتم تحديدها في وقت محدد يومياً.