شارك وفد رسمي للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد» برئاسة الدكتور نصرالدين العبيد مدير عام المركز في عدد من الجلسات الفنية ضمن فعاليات أسبوع القاهرة للمياه تحت شعار «الحلول المبتكرة من أجل القدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية واستدامة الموارد المائية»، قدّم خلالها مدير «أكساد» عروضًا تناولت أنشطة المركز في مجال إدارة وتنمية الموارد المائية في الدول العربية وتقييم اثر التغيرات المناخيه على الموارد المائية.
و قدّم «العبيد» عرضًا شاملًا تناول فيه دور مركز «أكساد» في إدارة أصول البنية التحتية لتحقيق الاستدامة في المنطقة العربية.
واستعرض مدير عام «اكساد» أبرز إنجازات المركز في تنفيذ المشاريع البحثية التطبيقية الرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما تلك المتعلقة بـمشروعات حصاد المياه، ورفع كفاءة استخدام مياه الري، والزراعة الحافظة، والمشروع العربي للأحزمة الخضراء في الأقاليم العربية، إضافةً إلى استنباط أصناف محسّنة من القمح والشعير.
وأكد «العبيد» على أهمية الاستخدام الأمثل للموارد والأراضي في تعزيز إجراءات التكيّف مع الآثار السلبية لظاهرة التغير المناخي على استخدامات الأراضي والمياه، مشيرًا إلى أهمية تبادل الخبرات بين المنظمات العربية في مجال إدارة وحصاد المياه بما ينعكس على رفع كفاءتها في ظل محدودية الموارد المائية وإرتفاع معدلات الجفاف والفقر المائي.
واستعرض مدير «أكساد» خبرة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة في استخدام التقنيات الحديثة لإدارة المياه الجوفية والسطحية، موضحًا أن المركز قام بتطوير الاستراتيجية العربية للمياه التي ترتكز على نهج الإدارة المتكاملة للموارد المائية، بهدف الاستخدام الأمثل وتنسيق التطور وتعزيز التكامل والتشاركية بين مختلف القطاعات.
وأشار «العبيد» إلى اهتمامات «أكساد» المستمرة بتعزيز نهجها العلمي وتكثيف مشاريعها التطبيقية التي تلامس حياة المزارعين بشكل مباشر، وأن جهودها أثمرت عن تنفيذ مشاريع وأنشطة نوعية عديدة، خاصة فيما يتعلق باستراتيجية الأمن المائي وتنمية الثروة الحيوانية، والنباتية.
وشدد مدير عام «أكساد»، على أهمية التوسع في نشر أصناف المحاصيل وخاصة القمح والشعير المتحملة للجفاف، وتعمل حاليًا على تحديث استراتيجية عملها لتواكب المتغيرات الحالية والاستفادة من الطفرة التقنية والتحول الرقمي لتبقى «أكساد» المنارة العلمية وبيت الخبرة العربي الذي يسخر كافة إمكانياته العلمية والبشرية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة في المنطقة العربية.
ولفت «العبيد»، إلى ضرورة بناء منظومة زراعية عربية قادرة على الصمود والنمو، تضمن لأجيالنا القادمة حقها في غذاء آمن ومياه مستدامة مشيرا إلى المصادقة بالإجماع على تقارير الأداء والتقارير المالية وخطط العمل، وإصدار العديد من القرارات الفنية والمالية والإدارية لاعتماد مشاريع جديدة تُسهم في تطوير الزراعة العربية من خلال التوسع في نشاطات «أكساد» البحثية والتدريبية وتطبيق الحلول المبتكرة في مجالات إدارة المياه، وتطوير الموارد النباتية والحيوانية، بما يلبي اولويات الدول العربية، وتتسق مع التحول الرقمي واستخدام الذكاء الاصطناعي بما يضمن تحقيق رؤية جامعة الدول العربية في الحدّ من التصحر وضمان تنمية زراعية عربية مستدامة.
وشهدت فعاليات إسبوع القاهرة للمياه مداخلات علمية وتقنية من المشاركين في الاجتماع مشيدين بإنجازات وقصص النجاح التي حققها «أكساد»، والدور المحوري للمركز وإن المشاريع التي ينفذها «أكساد»، وخصوصاً في مجال عمله في القطاع الزراعي لها أثر مباشر وحيوي على مزارعينا وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الدول العربية مشيدين بالدور العلمي والتطبيقي لمركز «أكساد» في خدمة قضايا الأمن المائي والغذائي العربي.
وفي ختام الفعاليات، كرّمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الدكتور نصر الدين العبيد تقديرًا لدوره البارز في تنفيذ مشروعات تسهم في التخفيف من آثار التغيرات المناخية، وجهوده في دعم الأمن الغذائي العربي في ظل التحديات التي تواجه المنطقة.
