بهدف تقييم المشاريع المنفذة مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو ومناقشة رؤية وزارة الزراعة للمرحلة القادمة حول آلية التعاون والتنسيق وكيفية بناء القطاع الزراعي في سورية على أسس علمية، عقد في وزارة الزراعة اليوم اجتماعاً برئاسة وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا والمدير العام المساعد لمنظمة الفاو عبد الحكيم الواعر وعدد من الخبراء والفنيين من الطرفين.
وأكد الوزير على دور المنظمات ولاسيما الفاو في دعم القطاع الزراعي والمائي في سورية، مبيناً أنه خلال الفترة السابقة تم تنفيذ العديد من المشاريع بالتعاون مع الفاو منها ما يتعلق بإدارة وحماية الغابات ومكافحة الآفات ومشاريع الثروة الحيوانية وبعض البرامج لإدارة الموارد الطبيعية، وتأسيس المركز الوطني للسياسات الزراعية، وهذه المشاريع كان لها أثر إيجابي على استقرار السكان وتوفير سبل العيش للسكان المهجرين ومساعدتهم على العودة، مؤكداً أن الغاية الأساسية في عمل الوزارة هو تطوير القطاع الزراعي والنهوض به ليكون قادراً على مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهه.
وذكر الوزير أن التخطيط الجيد يجب أن يعتمد على التنمية الريفية التي هي أساس كل تطور في المجتمع وعلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلع الاستراتيجية والاستثمار الجيد للموارد الموجودة بما يضمن استدامتها على أن يترافق ذلك مع برامج تدريب وتوعية للفلاحين لتحقيق أفضل إنتاجية والنهوض بالقطاع الزراعي ليكون قطاعاً تنموياً.
وفي تصريح للصحفيين أشار الوزير أن الهدف من الاجتماع هو تقييم المرحلة السابقة للانتقال لمرحلة جديدة وهي مرحلة التعافي المبكر أو التأسيس لمشاريع تنموية للمستقبل، والاعتماد على نتائج ملتقى تطوير القطاع الزراعي الذي رسم السياسات الزراعة والاستراتيجيات التي يجب تطبيقها حتى عام 2030، لإعادة النهوض بالقطاع الزراعي ليكون قطاعاً تنموياً تنافسياً، حيث حددنا من خلاله ماهي المشاريع التي يجد تنفيذها والمشاريع التي يمكن للمنظمات أن تساعدنا في تنفيذها وبالتالي خلال هذه الاجتماعات التي سنعقدها على مدار الأربعة أيام القادمة ستتم مناقشة المشاريع السابقة وتقييمها والاطلاع على البرامج والمشاريع المطروحة واعتماد اتفاقية إطارية وبرامج محددة مستقبلية لتدخّل منظمة الفاو فيها ودعمها للوصول إلى التنمية الريفية المتكاملة.
وأوضح الوزير أن التشاركية مع المنظمات تساعد على نقل التقانات والتجارب الدولية إلى سورية للاستفادة من الخبرات الموجودة في دول أخرى لدعم وتطوير القطاع الزراعي السوري، حيث أصبح الغذاء والموارد المائية أهم محورين لاستقرار المجتمعات وتحقيق الأمن الغذائي في ظل التحديات التي تواجه كل البلدان ومنطقتنا بشكل خاص من تغيرات مناخية ومن ندرة موارد مائية وأرضية.
وقال الواعر: هذا اللقاء سيتناول مراجعة شاملة لكل البرامج ومناقشة الأولويات التي تطرحتها الوزارة للمرحلة القادمة لحشد المزيد من الموارد ودعم المشاريع المطروحة لتحقيق التنمية الزراعية والريفية بما يحقق فائدة لصغار المزارعين، دون أن نهمل الجوانب المتعلقة بحماية الغابات والثروة الحراجية ودعم سبل العيش في المناطق الريفية.
وأكد الواعر أن المرحلة الحالية صعبة وتمر بأوقات صعبة ومن المهم إعادة النظر بأولويات التعاون مع سورية بما يتناسب مع المستجدات والتحديات الجديدة وخصوصاً في الوصول إلى تحقيق الخدمة ذات الكفاءة والأثر الجيد على مستوى المزارعين وصغار الفلاحين ودعم المناطق الريفية وتأمين أفضل سبل لتحسين الأمن الغذائي على مستوى الدولة.
واستعرضت مديرة التخطيط والتعاون الدولي المهندسة نازك العلي المشاريع التي يجري تنفيذها مع الفاو والبرامج المستقبلية ذات الأولوية والتي يمكن أن تشكل إضافة للمشاريع التي تنفذ حالياً نواة للمرحلة القادمة من التعاون المشترك.
حضر الاجتماع ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو بدمشق مايك روبسون وعدد من خبراء المنظمة ومعاوني وزير الزراعة ومدير عام البحوث الزراعية وعدد من المدراء المركزيين.