اختير مشروع أثري متكامل في معبد “بعل شمين” بمدينة تدمر ضمن القائمة القصيرة للمشاريع المرشحة للدورة الثالثة من جائزة “إيكروم الشارقة” المتعلقة بحفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية 2020 -2022.
اختيار المشروع الذي يحمل اسم “كول ارت تدمر” من قبل مكتب إيكروم في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة جاء إلى جانب 15 مشروعاً من تسع دول عربية اختارتهم لجنة التحكيم ..هذه الجائزة التي تمنح مرة كل سنتين وتهدف إلى تكريم ومكافأة الأعمال المتميزة التي تساهم في حماية التراث الثقافي المادي وإحيائه في المنطقة العربية.
وقسمت لجنة المشروع التي تضم سبعة خبراء عرب ودوليين مرموقين المشاريع المرشحة ضمن فئتين رئيسيتين هما المباني والمواقع التراثية والمجموعات الموجودة في المؤسسات الثقافية مثل المتاحف ودور المحفوظات.
ويعمل مشروع “كول ارت تدمر” على تطوير أربعة محاور مرتبطة بمعبد بعل شمين المدمر حاليا بالاستفادة من وثائق عالم الآثار السويسري بول كولار الذي ترأس حملة التنقيب الأثري على موقع تدمر في خمسينيات القرن الماضي حيث تركزت أعمالها بأغلبها على معبد بعل شمين.
وتتضمن محاور المشروع تطوير قواعد البيانات والنماذج ثلاثية الأبعاد في أرشيف بول كولار بالتعاون مع منظمات دولية منها جامعة لوزان في سويسرا ومؤسسة الآغا خان للثقافة وغيرهما كما يشمل المحور الثاني تنفيذاً دولياً لأنشطة اجتماعية مرتبطة بالتراث السوري المادي واللامادي ومن ضمنه ورشات الزخرفة في سورية والأردن بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية أما المحور الثالث فهو تطوير معدات قاعدة البيانات الخاصة بتحديد هوية المادة والتي تساعد في مكافحة الإتجار غير المشروع بالمواد الثقافية من سورية بالشراكة مع المجلس العالمي للمتاحف في النمسا وأصحاب المصلحة.
والمحور الرابع للمشروع خصص للتوعية الفنية للمشروع من خلال معارض أقيمت في مدن عالمية وهي باريس وبون ولوزان وواشيجتون و”إكسبو دبي 2020″ إضافة إلى محاضرات ومؤتمرات دولية في أوروبا وأمريكا وأنشطة وسائل التواصل الاجتماعي والنشر باللغة العربية.
وتهدف هذه الأنشطة إلى الحفاظ على التراث الثقافي السوري المعرض للخطر من خلال سلسلة من ورشات العمل التي تم إنشاؤها لأول مرة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سورية في برنامج “التعامل مع الماضي” حيث تمت إتاحة الوصول إلى جميع الوثائق الخاصة بالمعبد ونظرا لأهمية المشروع تم تضمينه في المشهد الثقافي والأكاديمي الأوروبي.
ويؤكد القائمون على المشروع انه بعد 3 سنوات من البحث والعمل أصبحوا قادرين على تزويد المجتمع بالعديد من النماذج ثلاثية الأبعاد وأداة التصور الرقمي كما يمكن الوصول إلى ما يقارب 5000 ألف مستند وتقديمه في جميع أنحاء العالم باللغات الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية والعربية.
وكانت سورية فازت عام 2020 بجائزة “إيكروم الشارقة” للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية بدورتها الثانية عبر مشروع ترميم سوق السقطية الأثري في حلب القديمة الذي قدمته مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية بالتعاون مع مؤسسة الأمانة السورية للتنمية ومجلس مدينة حلب والمديرية العامة للآثار والمتاحف وقد تفوق المشروع على 14 مشروعاً ثقافياً عربياً.