توفر مراكز التدريب السياحي الخاصة فرصة لمن لم يتمكنوا من التسجيل في الجامعات أو المعاهد الحكومية ويرغبون بدخول المجال السياحي عبر إتاحة المجال للدراسة على مدى سنتين والحصول على شهادة معترف بها تؤهلهم الدخول في سوق العمل.
ويتيح 30 مركزاً خاصاً مرخصاً من وزارة السياحة هذه الفرصة للطلاب حسب مديرة المراكز الخاصة بهيئة التدريب السياحي والفندقي في وزارة السياحة نجلاء حافظ التي ذكرت لـ سانا أن الوزارة أولت اهتماماً خاصاً بالتدريب والتعليم السياحي والفندقي وخاصة مع تزايد أعداد منشآت الإقامة والإطعام والسياحة وعدم قدرة المنشآت التدريبية والتعليمية الحكومية على رفد السوق بحاجته من العاملين المتخصصين.
ولفتت حافظ إلى أن مشاركة القطاع الخاص في التدريب بدأت منذ عام 2006 ومستمرة حتى الآن عبر الترخيص لمراكز من اختصاصات مختلفة استوعبت عدداً كبيراً من الطلاب الذين لم يتسن لهم التسجيل في الجامعات والمعاهد الحكومية معتبرة أن المرونة والإمكانيات التي يملكها القطاع الخاص أضفت حداثة على أساليب التدريب والتعليم.
ومن مراكز التدريب الخاصة مركز جلجامش الذي خرج أكثر من ثلاثة آلاف مؤهل للعمل في اختصاصات متعددة كالمكاتب السياحية وحجز تذاكر الطيران والمطعم والمطبخ وإدارة الأعمال السياحية والأنشطة والتسويق والترويج السياحي إضافة لاختصاص تغذية بالقسم الفندقي وفق مديره المهندس أيهم حجازي الذي أوضح أن المناهج المعتمدة في المركز تخضع لموافقة لجنة مختصة بوزارة السياحة وتدرس من قبل مدربين مؤهلين محترفين.
ويدرس المركز وفقاً لحجازي ثلاثة برامج الأول للخريجين الجامعيين والثاني لحملة الشهادة الثانوية والثالث لمن لا يملك شهادة جامعية كما ينفذ على مدار العام دورات مهنية قصيرة لكونها مطلوبة في سوق العمل باختصاصات متعددة مشيراً إلى استقبال المركز لإعمار مختلفة وتوفير فرص عمل لأغلب الخريجين.
وخسر القطاع السياحي في سنوات الحرب الكثير من العمالة المدربة والخبرات ما يبرز أهمية هذه المراكز في المرحلة الحالية لترميم النقص ورفد المنشآت بكوادر مؤهلة تواكب المعايير العالمية وفق أسامة بغجاتي مدير مركز كنوز الذي حصل مؤخراً على ترخيص للعمل بمجال التدريب السياحي.
وتتشابه الاختصاصات التي يوفرها المركز مع اختصاصات المراكز الأخرى لكنه أدخل تقنية التعليم عن بعد كما أوضح بغجاتي الذي لفت إلى أن المركز قدم هذا العام منحا دراسية لأبناء الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري لمساعدتهم لإيجاد فرص عمل تمكنهم مستقبلا من تحسين وضعهم المعيشي أو إطلاق مشاريعهم الخاصة.
سانا التقت عدداً من طلاب المراكز حيث ذكر يوسف رياض صادقة 22 عاماً أنه قرر اللحاق بهوايته وشغفه بالطبخ والحصول على شهادة أكاديمية تخوله العمل في أي مكان فيما ذكر حمزة الصباغ 31 عاماً أنه سجل في أحد المراكز رغبة منه بتعلم مهنة الشيف بشكل احترافي للعمل بها مستقبلاً.
جهاد السمان 54 عاما سجل في مركز تدريب للحصول على خبرة عملية في الطبخ الشرقي والغربي يرى أن العمر لا يقف عائقاً أمام طالب الخبرة والتدريب فيما ذكر عبد الهادي الحسين أنه حصل على فرصة تعلم وعمل حيث تخرج من أحد المراكز وبات مدرساً فيه.
وتتيح مراكز التدريب الخاصة فرصا لغير السوريين للدراسة فيها حيث سجلت رونجلين أونغريسو من الفيلبين لتعلم الطبخ ونقل المطبخ السوري إلى بلادها.