تحت رعاية وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا، عقدت منظمة المركز العربي "أكساد" دورة تدريبية اليوم في مجال تطبيقات الزراعة الحافظة، وتقانات حصاد المياه، لخمسة عشر متدرباً من مديريتي الإرشاد الزراعي والإنتاج النباتي في وزارة الزراعة، بهدف تطوير خبرات ومعارف ومهارات المتدربين في التطبيق الصحيح لنظام الزراعة الحافظة، وبيان مكوناته وأهميته كنظامٍ زراعي بديل عن نظم الزراعة التقليدية، للارتقاء بالمستوى المعرفي والمهارات العملية والعلمية، بما يضمن تحقيق المآرب المرجوة من التطبيق الصحيح لنظام الزراعة الحافظة الذي يُشكل حلاً للمشاكل التي أدّت إلى تقليل كفاءة النظم الزراعية الإنتاجية، وذلك تنفيذاً لاتفاقية التعاون العلمي الإطارية بين وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي والمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد".
وعبر وزير الزراعة عن تقديره للجهود التي يبذلها أكساد إدارة وباحثين وخبراء وعاملين للنهوض بالواقع الزراعي في سورية والوطن العربي من خلال ورشات العمل والمؤتمرات والدورات التدريبية والأبحاث العلمية التطبيقية مشدداً على أهمية التكامل العربي والتشارك والتعاضد بين البلدان العربية في شتى المجالات ولاسيما في مجال الزراعة.
وأكد أهمية هذه الدورة التدريبية حول تطبيقات نظام الزراعة الحافظة، وقال أن الزراعة الحافظة عنوان مهم يجب تعزيز تطبيقاتها أمام التحديات الكبيرة من تدهور الأرض وقلة الموارد المائية وغيرها من العوامل الطبيعية والمناخية التي تشهدها المنطقة العربية في الظروف الراهنة.
وبين وزير الزراعة أن الأبحاث والدراسات في مجال الزراعة الحافظة بدأت في سورية بالتعاون مع كافة الجهات البحثية والبحوث العلمية الزراعية وأكساد وإيكاردا، وتم إعداد الخرائط اللازمة وتحديد المناطق الملائمة لتطبيق هذه الزراعة، لافتاً إلى أهمية استخدام التقانات الحديثة في هذا المجال.
وأكد سعادة الدكتور نصر الدين العبيد المدير العام لمنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد" في كلمةٍ له أنّ هذه الدورة التدريبية، التي أتت استكمالاً لورشة العمل التي نفذها المركز العربي "أكساد" في رحاب كلية الزراعة في جامعة دمشق، التي استهدفت قرابة مئة متدرب من طلاب الدراسات العليا والمرحلة الجامعية من مختلف الاختصاصات ذات الصلة بمواضيع الورشة. وتهدف هذه الدورة التدريبية إلى تطوير المعارف والمهارات الخاصة بأسس تطبيق نظام الزراعة الحافظة كحزمةٍ زراعية متكاملة، وتقانات حصاد المياه بما يضمن تحقيق المنافع المرجوة في بلدنا سورية الغالية على قلوبنا.
وقال: لقد أدّى تدهور الأراضي الزراعية نتيجة التكثيف الزراعي، وشح الموارد المائية بسبب التغيرات المناخية إلى تدني إنتاجية الأرض، وتزامن ذلك مع ارتفاع أسعار الوقود ومستلزمات الإنتاج الزراعي، إلى زيادة تكاليف الإنتاج الزراعي، وتقليل هامش الربح للمزارعين، لذلك أصبح من الضروري تطبيق نظام الزراعة الحافظة الذي يعد أحد الحلول المناسبة، وهو يعتمد على ثلاثة مكونات رئيسة: هي عدم فلاحة التربة، والتغطية المستمرة لسطح التربة بمحاصيل التغطية الخضراء، أو بالبقايا النباتية، وتطبيق الدورة الزراعية المناسبة.
وبيَّن الدكتور العبيد أنّ الدراسات العالمية والعربية تشير إلى أهمية تطبيق نظام الزراعة الحافظة لتحسين إدارة الأرض والمحصول، وتقليل تلوث التربة والمياه، وتخفيف حساسية الترب الزراعية للانجراف، والاعتماد على مدخلات الإنتاج الكيميائية والوقود، وتحسين إنتاجية المياه، والمحافظة على البيئة. وهذا يُساعد بالمحصلة على تحسين إنتاجية المحاصيل المزروعة، وتقليل الفجوة الإنتاجية والغذائية، وزيادة دخل المزارع وتحسين مستوى معيشته.
ويقوم مجموعة من خبراء أكساد بتقديم محاضرات علمية وعملية تطبيقية خلال فعّاليات الدورة التدريبية في محطة بحوث إزرع التابعة لأكساد، ولمدّة ثلاثة أيام، تتناول مواضيع نظرية وتطبيقية متنوعة، تتمحور حول أهمية ودور تطبيق نظام الزراعة الحافظة في تحسين إنتاجية المياه والأنواع المحصولية، وإدارة بقايا المحصول، وتحسين خصائص التربة، ودور الإرشاد الزراعي في نشر وتبني نظام الزراعة الحافظة لدى المزارعين، بالإضافة إلى تطبيقات عملية حقلية حول معايرة البذارات وضبط معدّلات الأسمدة المعدنية والبذار. والتأكيد على دور تقانات حصاد المياه في تحسين كفاءة استعمال المياه، وزيادة المقدرة التكيفية للنظم البيئية الزراعية في ظل التغيرات المناخية، لما لذلك من أهميةٍ كبيرة في تحسين عوامل التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية، التي أدّت إلى زيادة وتيرة تكرار دورات الجفاف، وبخاصةٍ تحت ظروف الزراعة المطرية.