كلكم سمعتم أغنية:
هيلا يا واسع...
هيلا هيلا هيلا...
هل تعرفون من هي هيلا هذه؟...
تلك الأساطير حفظتها لنا العنعنة، أكثر مما حفظتها لنا النصوص....
تلك الأغنية أعلاه لم تكن إلا ترنيمة، يناجي بها صيادو السمك في ارواد الهة البحر هيلا عندما يلقون شباكهم في البحر، لتجعل صيدهم وفيراً....
سادة البحر هؤلاء، أوصلتهم سفنهم وشغفهم إلى شواطيء تونس، و هناك بنو قرطاج....
ملكة قرطاج الاولى اليسار، هي ابنة هذه الشواطيء....
على فكرة حفيدها هاتيبعل دق يوماً اسوار روما إياها.....
لم يكن السوري يوماً إلا صاحب رسالة، ماكان يوماً إلا مصدراً للحضارة والقيم الإنسانية....
ألم تأخذ أوروبا اسمها من فتاة سورية، هي اخت الامير قدموس؟...
أليس زيوس اياه، كبير آلهتهم هو بضعة منا؟...
حتى وبعد أن اجتاحت جحافل البداوة هذه الجغرافيا واستوطنتها، بقي السوريون سوريين.....
ظلت سوريا هي هي، عمود السماء ومنارة الأرض.....
نعم....
أهل ارواد كانوا يحتفظون في بيوتهم ببعض المازوت لأجل التدفئة في الشتاء القادم، لم يترددوا ولو للحظة أن يعطوه كله لاصحاب القوارب، التي كانت تبحث عن ناجين نتيجة غرق الزورق اللبناني، حتى يتابعوا عملية البحث بعد أن نفذ الوقود لديهم....
منذ اللحظة الأولى لغرق الزورق، تداعى أهل الجزيرة كلهم، صدحت ثلاث جوامع أن هبوا يا ناس للمساعدة، تداعى الكل، لم يبق من مركب إلا وتحرك، لم يبق من شخص قادر على المساعدة إلا وتطوع، لم تخفهم اللجة، اللجة إياها التي أغرقت الزورق اللبناني....
غامروا وماهمهم، غامروا ولم يكترثوا أن بعض لبنان عنصري مع أهلهم وناسهم، غامروا لأنهم أكبر وأسمى من كل أولئك المتشدقين والمتفزلكين، خاطروا بأنفسهم وهمهم إنقاذ تلك الأرواح المتعبة، خاطروا، وكانوا آنذاك كأنهم كل سوريا تحتضن ذاك اللبنان الشقي، المتعب، العاق....
تصرفوا هكذا لأنهم سوريون حقاً، تصرفوا هكذا لأنهم سادة أبناء سادة، احفاد هيلا إياها التي كانت تعطي وتعطي ومازالت تعطي....
شكرا لكم انكم انتم، شكرا لكم انكم جعلتمونا فخورين، شكرا لكم انكم اهلنا، شكرا لكم انكم جعلتمونا نشعر مرة أخرى أننا كبار، شكرا لكم انكم سوريون حقاً....
|