سيريانديز- مجد عبيسي
نصف الكلام لا معنى له، ونصف المقال يظلم النصف الآخر ان تم اهماله.. والجهل يولد التنمر.. وكلمة ارتفاع الاسعار باتت فوبيا !!
هذه العبارات تختصر ما سوف تقرؤونه تاليا..
نشر الزميل أيمن قحف رئيس تحرير سيريانديز على صفحته الشخصية مقترحا (من وحي إقامته في المشفى وإجراء عمل جراحي ، ومقارنة التكاليف مع ما دفعه في المشافي الخاصة لاستطبابات اقل)
مطلع المنشور كان العذاب وباطنه الرحمه، ومن (خطف الكباية من راس الماعون) اتهم اقتراح الزميل قحف بالمريخية، وبأنه يزيد طينة الغلاء بلة، وبتبلد شعوره ضد الفقراء!!
لفتنا المنشور، ولفتتنا التعليقات، واستوجب لنحكم بعدل ان نقرأ كل كلمة وفاصلة لتتضح صورة الطلب كاملة، والتي كانت حرفية مطالبته للدكتور نزار عباس مدير عام المشفى -بعد اختصار المقدمات والشكر للكوادر- كالتالي.. يقول قحف:
(.... رجوته أمراً : ان يتم رفع اجور الإقامة والعمليات والخدمات المقدمة لمرضى القسم الخاص ، والتي لا تعادل حالياً ١٠٪ من تكاليف المشافي الخاصة الاقل مستوى ، ولن يعترض احد لان الكلفة ستبقى اقل بكثير وستتحسن الخدمات وأوضاع العاملين وسيستفاد من العائد لتحسين خدمات مرضى الاستشفاء محدودي الدخل ..
مشفى عملاق يستحق كل الدعم ليستمر في خدماته الجليلة ، ولا يجوز ان نتقاضى من مريض ميسور اجرة طبقي محوري ٣٠٠٠ ليرة وسعرها في السوق اكثر من ١٥٠ الف ليرة !!
التحاليل مستباحة ويجري المراجعون ما يحتاجونه وما لا يحتاجونه لرخص تعرفتها اي اقل من ربع التكلفة !!
اجرة يد الجراح على عملية كبرى لا تعادل كشفية في عيادته الخاصة !!! ..)
من وعى المنشور شكر الزميل ايمن قحف على مقترحه البناء، ولكن يبدو ان من لم يصبر ليقرأ للنهاية، اعترض!
نقول:
ان فكرة دعم الصروح الطبية برفع اجور الاقسام الخاصة لهي خير ما جيء به، يدفع المرتاح ماديا مبلغا اقل من اجور المشافي الخاصة ولكن هذه الزيادة قادرة على تحسين خدمات المشافي.. ولن نذكر الا مثال مشفى المواساة الجامعي العظيم الذي يخدم عددا هائلا من المرضى دون اي دعم او عائدات للكوادر الطبية والفنية والادارية والتمريضية الموجودة بالمشفى.. يفتقد الى جهاز اشعة!!..
ولو اتبع هكذا مقترح لاستطاع استكمال نواقصه ذاتيا دون ان ينتظر الفرج من الحكومة، فمقترح تجيير اموال الاغنياء لخدمة الفقراء معقول، ولو كان هناك عقلية منفتحة لدرست تطبيق هذه الخطة في جميع القطاعات... ولتجاوزنا الكثير من الضرائب والرسوم التي اثقلت كاهل فقراء الشعب دون اغنيائهم المتهربين دائما.
مشافينا اليوم تحتضر كغيرها من القطاعات.. لماذا لا نتبنى الافكار خارج الصندوق؟